حرب غزة.. التهديد ولعبة السياسة فى إدارة الصراع
مجلة أصوات
أكرم قصاص
بعد كل هذه الشهور من الحرب على غزة، يصر الاحتلال ورئيس الحكومة نتنياهو على ممارسة المناورات ويسعى إلى توسيع الصراع إقليميا، بالرغم من تحذيرات لقيادات عسكرية واستخبارية سابقة، وحتى الآن فشل نتنياهو فى جر إيران أو حزب الله إلى حرب إقليمية، بالرغم من استمرار تنفيذ اغتيالات وعمليات نوعية ضد قيادات حزب الله أو أطراف أخرى، فى سياق يبدو بالفعل جديدا على المنطقة، حيث تمسكت الأطراف المختلفة بعدم توسيع الصراع وإبقائه فى المستوى الطبيعى للمناورات والتهديدات المتبادلة.
بعد كل هذه الشهور من الحرب على غزة، يصر الاحتلال ورئيس الحكومة نتنياهو على ممارسة المناورات ويسعى إلى توسيع الصراع إقليميا، بالرغم من تحذيرات لقيادات عسكرية واستخبارية سابقة، وحتى الآن فشل نتنياهو فى جر إيران أو حزب الله إلى حرب إقليمية، بالرغم من استمرار تنفيذ اغتيالات وعمليات نوعية ضدحزب الله أو أطراف أخرى، فى سياق يبدو بالفعل جديدا على المنطقة، حيث تمسكت الأطراف المختلفة بعدم توسيع الصراع وإبقائه فى المستوى الطبيعى للمناورات والتهديدات المتبادلة.قيادات حزب الله أو أطراف أخر
وتأتى جولة أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكية، وما يحمله من مقترحات تتبنى المطالب الإسرائيلية، مع بعض التفاصيل المتعلقة بعودة النازحين والأسرى، وهى مقترحات تتبنى فيها الإدارة الأمريكية وجهة النظر الإسرائيلية، لكنها تظل آخر فرصة لوقف الحرب، بعد البيان الثلاثى ومباحثات الدوحة، ثم القاهرة، وبمقاييس السياسة فإن قبول أو التوصل إلى وقف الحرب، يمكن أن يمثل مخرجا، ويفوت الفرصة على نتنياهو، حتى لو كان يبدو عودة إلى نقطة الصفر، والاكتفاء بفشل تحقيق التهجير أو التصفية.
وميزة اختيار وقف الحرب، هو اختيار حماسة ما تبقى، والبدء فى جولات جديدة، فى مواجهة الاحتلال، بطرق تختلف عن الجولات الأخيرة، التى انتهت إلى دمار غزة، من دون أن تنتج أى خطوات أو تحركات إلى الأمام، حيث يمكن أن يكون وقف الحرب بداية لمرحلة مفاوضات تنتهى إلى حل الدولتين، وبقدر ما يمكن أن يكون الجانب الفلسطينى قادرا على استيعاب نتائج ما جرى، فربما يكون انتهاء الحرب إيذانا بمرحلة جديدة يختفى فيها معسكر المتطرفين الإسرائيلى، ليحل مكانه تيار يقدر التغيرات والتحولات فى سياقات السياسة.
فلسطينيا، قد تكون الميزة الوحيدة لهذه الحرب، مع حجم الخسائر فى الأرواح والمبانى، أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وهو ما يجعلها تمثل تحولا كبيرا واسعا وعميقا فى صراع تجاوز السبعة عقود، وتفرض هذه التحولات تغييرا فى طريقة التعامل معها من كل الأطراف، وأهمية استعادة وحدة الصف الفلسطينى، وتجاوز مراحل المزايدات والصراعات البينية والانقسام، والمفارقة أن مصر كانت الطرف الأكثر حرصا وبذلا لجهود توحيد الفلسطينيين، وتتحرك مصر بدقة وتشعب وتتعامل مع تقاطعات وتشابكات لكل الأطراف، وتواجه ابتزازا وضغوطا تتعامل معها بما يناسبها، ولا تخفى مصر دعمها ومسؤوليتها عن الفلسطينيين، حتى لو لم تكن طرفا فى إشعال الحرب، ومع هذا تواجه حملات من الأكاذيب والهجوم من قبل الاحتلال على مدى الشهور، وتنحاز للفلسطينيين بحكم واقع التاريخ والموقف، والمسؤولية، وفى نفس الوقت لا تسلم من مزايدات جاهلة أو ساذجة وربما مدفوعة، للتشويش على موقف مصر الحاسم تجاه القضية، وتعمل بطريقة احترافية وهدفها هو حماية الفلسطينيين من حرب إبادة، ومن أجل هذه المواقف فإن مصر تواجه حروبا على أكثر من جبهة، فى مواجهة الاحتلال وأطراف أخرى معلنة أو مخفية. وهذا الموقف يثير حيرة أطراف إسرائيلية، ترى أن الموقف المصرى الحاسم، يمثل حائطا أمام مخططات الاحتلال، مع موقف واضح تجاه توحيد الفلسطينيين.
ورغم إعادة مفاوضات السلام أو الحديث عن دولة فلسطينية تبدو مستبعدة، لكن المصالحة الفلسطينية هى الخطوة الأصعب والتى يمكن فى حال تحقيقها، أن تسهل باقى الخطوات.
ورغم وجود أطراف كثيرة تعلن رغبتها فى السلام، لكن يبقى توحد الفلسطينيين هو الأهم فى ظل واقع معقد، ينتظر أن يطول الأمر، ومدى القدرة على تفهم لعبة السياسة والمناورات التى يمارسها الاحتلال، والاستفادة من تناقضات الأطراف المختلفة، وهى وقت السياسة التى تمثل الجزء الأهم فى الصراع، وهى لعبة تظهر لدى أطراف مثل إيران أو حزب الله، اعتادت التهديد والمناورات ومع هذا لم تنخرط فى الصراع مباشرة، بالرغم من أنها تعرضت لضربات مباشرة.. فهل يتعلم الجميع من لعبة السياسة والمن