قال مراسل الجزيرة في ليبيا إن الاشتباكات بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني اشتدت جنوب غربي طرابلس، وذكرت وكالة رويترز أن قوات الوفاق خاضت معارك مع قوات حفتر من منزل إلى آخر في المناطق الجنوبية للعاصمة.
وأشارت وكالة رويترز إلى أن فريقا تابعا لها زار ضاحية عين زارة جنوب طرابلس أمس، حيث تقدمت قوات الحكومة المعترف بها دوليا بما يصل إلى 1500 متر مقارنة بزيارة سابقة قبل أيام.
شوارع ضيقة
واحتمى جنود قوات حكومة الوفاق الذين ارتدى بعضهم ملابس مدنية بأبنية مهجورة مع إطلاقهم النار على مواقع قوات حفتر، وحمل بعضهم مدافع مضادة للطائرات اضطروا لإنزالها من شاحناتهم لتعذر مرورها داخل شوارع ضيقة.
وأضافت رويترز أنه لم يطرأ تغيير على ما يبدو في مناطق أخرى على خط الجبهة، وأن الوضع مازال غير واضح. وكسب كل من الطرفين وخسر أراضي في غضون أيام أو حتى ساعات خلال القتال.
وصرح صلاح بادي أحد القادة العسكريين بمدينة مصراتة المتحالفة مع حكومة الوفاق إلى تقدم قواته وقال “نحن الآن في مرحلة دفع العدو خارج المدينة”.
وتشن قوات حفتر منذ ثلاثة أسابيع هجوما على طرابلس بهدف “القضاء على الجماعات الإرهابية” ويضيف حفتر أن حكومة الوفاق “تخضع لسيطرة فصائل إرهابية”. بالمقابل تقول حكومة الوفاق إن حفتر يسعى لاغتصاب السلطة بدعم دول أجنبية.
وفي سياق متصل، قالت حكومة الوفاق أمس إن تسعة أشخاص قتلوا و35 آخرين جرحوا في طرابلس جراء غارات جوية ليلية لقوات حفتر، وأوضح المسؤول الإعلامي بوزارة الصحة أمين الهاشمي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه جرى نقل الجرحى إلى مستشفى أبو سليم العام، مضيفا أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع.
ضحايا الغارات
وقال مصطفى المجعي المتحدث باسم عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق أمس إن طائرة مسيرة تتبع حفتر قصفت السبت معسكر 7 أبريل بطرابلس بستة صواريخ جو أرض، وأضاف أن من بين القتلى أربعة مدنيين كانوا يقومون بإيصال المؤن للمعسكر أثناء القصف، مشيرا إلى سقوط أحد الصواريخ في حي سكني بجوار المعسكر مما خلف أضرارا مادية.
لكن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر قال إن الضربات الجوية استهدفت ثكنة ومخازن أسلحة في حي الفلاح المجاور لحي أبو سليم جنوب طرابلس، وشدد في مؤتمر صحفي على أن “ضرباتنا دقيقة للغاية وتستهدف مستودعات الأسلحة والذخيرة”.
وأضاف أن الغارات استهدفت أيضا “طريق الشط أمام الميناء، حيث يوجد معسكر لكتيبة النواصي التابعة لتنظيم القاعدة، كما دمرت عدة أهداف بواسطة سلاح الجوّ في مناطق تاجوراء وعين زارة”.
وكان فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق صرح أمس من تونس بأنه لن يكون هناك وقـف للنار ولا تفاوض مع حفتر بل عليه سحب قواته، كما صرح رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري إن المعلومات المتوفرة لديه تقول إن الفرنسيين والإماراتيين يستخدمون قاعدة الخروبة جنوب بنغازي شرقي البلاد ومنها تنطلق الآن الطائرات المسيرة لقصف طرابلس.