جولة في الصحف الدولية: شي جينبينغ يقود الصين إلى الصدارة.. وتحذيرات من انزلاق الغرب إلى “القرون الوسطى”
في جولة جديدة عبر كبريات الصحف العالمية، تبرز اليوم ثلاث قضايا تتقاطع عند مفترق التحولات الكبرى في النظام الدولي: صعود الصين بقيادة شي جينبينغ، ضغوط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتحذيرات أوروبية من مستقبل قاتم ينتظر الغرب إذا لم يُعد ترتيب أوراقه سريعاً.
الصين في مواجهة أمريكا
نبدأ من صحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت مقالاً تحليلياً بعنوان “شي جينبينغ يستعدّ لمواجهة مع دونالد ترامب – في نزال لن يخرج منه إلا منتصر واحد فقط” بقلم سيمون تيسدال.
يشير الكاتب إلى لقاء مرتقب هذا الشهر في بودابست بين الرئيسين الأمريكي والصيني، في ظل سباق محتدم بين البلدين على قيادة القرن الحادي والعشرين. ويرى تيسدال أن الرئيس الصيني يواصل تعزيز نفوذ بلاده عالمياً، مستفيداً – على حد تعبيره – من “أخطاء ترامب الاستراتيجية” التي أضعفت موقع واشنطن في ملفات التجارة والتكنولوجيا والتحالفات الدولية.
ويضيف المقال أن بكين تمضي في ترسيخ هيمنتها على سلاسل الإمداد العالمية والمعادن النادرة، ما يمنحها ورقة ضغط قوية في أي مواجهة اقتصادية أو سياسية مقبلة، بينما تتردد واشنطن بين احتوائها أو مواجهتها.
وصفة لهزيمة بوتين
ومن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، كتب أحد المحللين مقالاً موجهاً إلى الرئيس ترامب يدعوه فيه إلى إعداد “استراتيجية واضحة لهزيمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” قبل لقائهما المنتظر في العاصمة الهنغارية.
ويرى المقال أن نجاح الولايات المتحدة في كبح الطموحات الروسية يتوقف على إعادة الثقة داخل حلف الناتو، وتوحيد الموقف الأوروبي، مع تقليص اعتماد القارة على الطاقة الروسية. ويحذر الكاتب من أن أي “صفقة مرتجلة” مع موسكو قد تمنح بوتين نفوذاً جديداً في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.
تحذير من مستقبل مظلم للغرب
ونختتم الجولة مع مجلة الإيكونوميست التي خصصت افتتاحيتها لتحذير قادة الغرب من “الانزلاق نحو حقبة من الانقسام والانكفاء تشبه عصور الظلام في أوروبا”.
وتقول المجلة إن الأزمات المتلاحقة – من الحروب التجارية، إلى صعود الشعبويات، وتراجع الثقة في المؤسسات الديمقراطية – تهدد بتقويض الأسس التي قامت عليها الحداثة الغربية، داعيةً إلى “قيادة جريئة تعيد للغرب توازنه قبل فوات الأوان”.
تتفق الصحف رغم اختلاف منابرها على أن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من إعادة تشكيل موازين القوة، حيث تتقدم الصين بخطى واثقة، بينما تتخبط الولايات المتحدة وأوروبا في أزماتهما الداخلية، في مشهد يعيد رسم خريطة النفوذ الدولي من جديد.