إعداد د. مبارك أجروض
سوف تتحرك الأمور بسرعة بمجرد وصول المصاب إلى المستشفى، حيث يحاول فريق الطوارئ الخاص بتحديد نوع السكتة الدماغية التي يواجهها. وهذا يعني أنه سيخضع لـtomodensitométrie أو test d’imagerie آخر بعد الوصول مباشرةً. يحتاج الأطباء أيضًا إلى استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض الخاصة بالمصاب، مثل ورم دماغي أو تفاعل دوائي.
توصل الخبراء في المستشفيات الأمريكية المختصة، إلى أن أن جهازاً طبياً صغيراً يُزرع في القلب استطاع أن يغيّر حياة أكثر من 1000 مريض معرض لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بتقديم بديل فعال لـanticoagulants.
* عملية طفيفة التوغّل
يُزرع الجهاز، الذي يعادل حجمه حجم عملة معدنية صغيرة، في appendice auriculaire gauche du cœur في عملية طفيفة التوغّل تُجرى مرة واحدة.
وتتشكل في appendice auriculaire gauche 90% من الجلطات المسببة للسكتة الدماغية لدى المرضى المصابين بـfibrillation auriculaire، وهو النوع الأكثر شيوعاً من عدم انتظام ضربات القلب. وبعد حوالي 45 يوماً، تنمو أنسجة قلب المريض فوق الجهاز، ما يؤدي إلى إغلاق المنطقة.
* فائدتان رئيستان
قال الدكتور أسامة وزني، رئيس قسم الفيزيولوجيا الكهربية في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر التابع لكليفلاند كلينك: “هناك فائدتان رئيستان لاستخدام Dispositif de fermeture de l’appendice auriculaire gauche، تتمثل الأولى في تقليل مخاطر إصابة المريض بالسكتة الدماغية، والثانية في تجنب مخاطر تناول مضادات تخثر الدم (anticoagulants)، وهو العلاج التقليدي المتبع في حالات fibrillation auriculaire، وهو غير مناسب لجميع المرضى، عدا عن احتمال تسببه في حدوث آثار جانبية خطرة”.
وتُجرى العملية، التي تستغرق حوالي الساعة، تحت تأثير التخدير العام عبر إجراء جرح صغير في الفخذ ويتم إدخال الجهاز باستخدام Un cathéter ou un petit tube a traversé une veine dans l’appendice auriculaire gauche du cœur. وما إن تنمو أنسجة القلب حول الجهاز وتُغلق المنطقة، لن يحتاج المرضى إلا إلى تناول الأسبرين يومياً لمنع مخاطر السكتة الدماغية، التي قد تأتي من مناطق أخرى من الجسم، بحسب الدكتور وزني.
ويُعدّ تطوير الجهاز وزيادة استخدامه أمراً مهماً، بعد أن سُجّلت أكثر من ثلاثة ملايين حالة جديدة من حالات fibrillation auriculaire في جميع أنحاء العالم في قاعدة بيانات الدليل الصحي العالمي “Global Health Data Exchange” خلال العام 2017.
* مضادات التخثر تُبطئ من تجلّط الدم
أوضح الدكتور وزني أن anticoagulants تُبطئ من تجلّط الدم، ما يرفع من مخاطر حدوث النزف لدى المرضى، الأمر الذي يجعلها علاجاً غير مناسب لأغلبهم. ويمكن أن يحدث هذا في الدماغ وما حوله، ما قد يتسبب في حدوث Apoplexie، كما يمكن أن يحدث في المعدة والأمعاء، أو نتيجة طفح جلدي خطر. ودعا المرضى إلى توخي الحذر الشديد لتجنب المواقف، التي قد تؤدي إلى سقوطهم أو تعرضهم للإصابات الجسدية، التي قد تؤدي إلى كدمات ونزيف شديد.
وأضاف: “لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى، كارتفاع ضغط الدم غير المنضبط وأمراض الكلى أو الكبد والإفراط في تناول الكحول، مخاطر إضافية، وهؤلاء لا يمكنهم تناول anticoagulants”.
وكان الدكتور وزني يعمل ضمن فريق الباحثين في دراسة كليفلاند كلينك حول فاعلية Le dispositif chez les patients atteints de fibrillation auriculaire ممن لديهم مخاطر عالية للإصابة بالسكتة الدماغية ومخاطر نزف عالية؛ لأنهم تعرضوا بالفعل لحدث نزيف كبير في الماضي.
وقال أيضا: “في دراستنا الصغيرة حول هؤلاء المرضى، الذين لم يتمكنوا من تناول anticoagulants، وجدنا أن المخاطر السنوية لتعرضهم لـ AVC ischémiqueانخفضت من 12% إلى 2.8%، وهي نتيجة ممتازة؛ لأن الخطر أقلّ حتى مما لو كان المرضى يتناولون anticoagulants”.
* منافع أخرى
ومن المنافع الأخرى، التي لاحظها الأطباء والخبراء في استخدامهم لهذا الجهاز، أنه في حوالي 200 حالة، تم دمج العملية بسهولة مع procédure d’ablation par cathéter، التي تُستخدم للتحكّم في أعراض fibrillation auriculaire، وبالتالي تحسين جودة حياة المريض.
وعلى غرار عملية زرع الجهاز، يجري في عملية الاستئصال الانتقال بالقسطرة من جرح في الفخذ عبر الأوعية الدموية إلى القلب؛ حيث تحدث ندوب في أنسجة القلب تساعد في تشتيت الإشارات الكهربائية، التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب.
ويمكن اتباع الأساليب القائمة على الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي باعتبارها مستقبل رعاية السكتة الدماغية، بحسب الدكتور وزني، الذي أكّد أنه بالإمكان إجراؤها مرة واحدة وأن تأثيرها يستمر مدى الحياة، ما يتيح للمرضى فرصة لعيش حياة أكثر نشاطاً وأعلى جودة، بالإضافة إلى تمتعهم براحة البال.