إن المغرب ظل وفيا لمبادئ حسن الجوار حيث انه دعم المقاومة الجزائرية في ظرفية صعبة ووفر لها شروط النجاح، ليس فقط على المستوى اللوجستيكي أو الدعم البشري والدبلوماسي فحسب، بل إن جهود المساندة وصلت حدود جعل التراب المغربي بقعة لأول محطة إذاعية موجهة للجزائريين.
مجهودات نكرها أعيان الجزائر وجنرالاتها الذين أرجحوا الخيانة على الالتحام والتآخي وافتعلوا المشهد السياسي الجزائري وجعلوا منه مسرحية لحماية مصالحهم الخاصة ولضخ سم الحقد و الكره وخلق الفتن داخل الجارة الداعمة المغرب.
إن ما يقع في الجزائر اليوم يحيلنا على طرح السؤال المرة تلوه الأخرى ؛ لمذا تم إطلاق سراح الجنرال توفيق مدين في نفس الوقت الذي عاد فيه اللواء خالد نزار و عاد فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون؟
إشارات يتضح من خلالها صراع بين ما تبقى من القايد صالح وبين خالد نزار والجنرال توفيق مدين. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدولة العسكرية تستنسخ نفسها بشكل آخر و تضم في خباياها تجزئة خامسة للرئيس بوتفليقة .
وتجدر الإشارة أن الرئيس تبون الذي كان غائبا منذ فترة قد عاد دون تسليط الأضواء وذلك عبر رجوعه من مدخل مطار عسكري. مجيئه الذي كان بهدف واحد وحيد هو انقاد الوضع الذي عطل مصالح الأيادي الخفية عن طريق التوقيع على قانون المالية وعلى الدستور.
هذا الأخير الذي من المحتمل اختفاؤه تزامنت عودته مع تبرئة الجنرال توفيق مدين . لتتضح معالم المسرحية التي تفيد أن من سيحكم الجزائر من داخل الكواليس هو الجنرال مدين صاحب ازيد من 30سنة من الحضور داخل المشهد السياسي الجزائري. أي انه على وشك الوصول الى نصف عمر الدولة الجزائرية وهو من اخطر ما أنتج النظام الجزائري .
وكي لاننسى فان توفيق مدين سبق واستهدف المغرب ضمن مخططاته .و العملية الإرهابية لأطلس أسني خير مثال , بالإضافة إلى خالد نزار و مجاهد الذين عملوا على عدة محاولات تخريبية بالمناطق الجنوبية.
وحسب اتصال هاتفي من مصادر جريدة أصوات الموثوقة اتضح أن هذه التبرئة جاءت أيضا لتعديل الكفة وخلق التوازن باعتبار أن الملفات الاستخباراتية للصحراء بيد بشير طرطاق و مدين وكون أن الجزائر متورطة بشكل مباشر في عمليات الإرهاب لأهداف شخصية و اقتصادية.
ناهيك عن كشف المستور من خلال محمد بوزيت رئيس المخابرات الجزائرية الخارجية الذي حاول إنقاذ منصبه الذي عرف تقصير تام في الملفات الليبية وكذا ملف الصحراء المغربية وهو يعتبر من المسؤولين الأوائل عن ما وقع في منطقة الكركارات هذا الأخير الذي خطى نحو رشوة المرشح الرئاسي النيجري علانية مما جعل النيجر كلها تتحدث عن هذا التدخل الفاسد في شؤونها الداخلية.
كما لاننسى المحاولة الأخيرة للجيش الجزائري التي سعت إلى العودة داخل منطقة الساحل من خلال إحياء لجنة الأركان المشتركة مع موريتانيا…هذه المحاولة التي ترتب عنها لقاء بين رئيس الأركان العامة للجيوش الموريتانية مع نظيره الجزائري سعيد شنقريحة.
وتجدر الإشارة أن هذا اللقاء جاء مباشرة بعد لقاء اللجنة العسكرية المغربية الموريتانية المشتركة.
اختصارا فان الجنرالات الجزائريين تناسوا أن العلاقات المغربية النيجيرية الموريتانية متغلغلة ومتشبعة أكثر مما يتصوروه و هذا راجع للمد الروحي المغربي في الزوايا القادرية وكذا إشادة كل القبائل العربية بالولاء لأمير المؤمنين محمد السادس.
إذن إلى متى سيضل هذا التحرك الجزائري للجنرالات ملغوما حقدا و كراهية وموجها نحو زعزعة امن و استقرار المغرب ؟