كشفت ثلاث نقابات تعليمية واقع الدخول المدرسي الجديد 2023/2024 بالمديرية الإقليمية لأكادير إداوتنان، حيث يتعلق الأمر بكل من النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش)، والنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش)، والجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي).
وأكدت النقابات الثلاث في بلاغ مشترك أن الاختلالات التي تم رصدها تتعلق أساسا بـ”ظروف الاستقبال و مؤشرات التمدرس و توفير الموارد البشرية الإدارية والتربوية، إلى جانب ظروف التحصيل التربوي في زمن التغني بمدرسة الجودة والإنصاف وتكافؤ الفرص”.
في هذا السياق، انتقدت النقابات ما وصفته بـ”الواقع المجحف” بالثانوية التأهيلية عمرو بن العاص في أنزا، وذلك بسبب “الخصاص في الأطر الإدارية والتربوية بالثانوية، وغياب التأهيل والخصاص في معدات الاشتغال”، محذرة من أن هذا الوضع ” له تداعيات خطيرة على النجاعة التربوية”.
وتوقفت ذات الهيئات النقابية عند “وجود بنية تربوية مجحفة، تضم 18 قاعة لـ 39 قسما مكتظا، حيث يصل عدد التلاميذ إلى 44 تلميذا في بعض الفصول الدراسية، في الوقت الذي جرى فيه الإجهاز على قاعة المعلوميات وقاعة المكتبة وتحويلهما إلى حجرات لتدريس مواد أخرى”
وإلى جانب ذلك، استنكرت النقابة “عدم توفير المسؤولين أي حل بعد اشتغال المؤسسة الموسمين الفارطين بالتوقيت المستمر المعتد من 08:30 صباحا إلى 18:30 مساء بشكل مستمر ومسترسل، بما فيها الحصة الزمنية من 12:30 إلى 14:30 والتلويح بالرجوع إليه هذا الموسم”، منبهة إلى “التأثير الاجتماعي والنفسي لهذا الوضع على التلاميذ والأساتذة، إذ يحول دون التحصيل الجيد، والجودة المنشودة”.
ومن جهة أخرى، توقفت النقابة عند “لجوء المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية إلى حلول ترقيعية ومؤقتة كالتدريس بمؤسسة خارجية (دار الحي تدارت)”، وذلك رغم “النقص الحاد في معدات العمل من وأوراق وحواسيب ومسلاط عاكس،
وطابعات وخرائط ووسائل تعليمية وديداكتيكية ومعدات المختبرات العلمية”.
وواصلت النقابات سرد الاختلالات في بلاغها، مشيرة إلى “النقص الحاد في الأطر التربوية المستقرة في الثانوية، واللجوء إلى التكليف في كل موسم دراسي بأكثر من 20 أستاذا مكلفا، مما لا تستقر معه البنيات التربوية من مجالس الأقسام والمجالس التعليمية ومجلس التدبير”.
واعتبرت النقابات أن هذه الاختلالات “فضحت زيف شعارات الريادة والجودة والإنصاف وتكافؤ الفرص التي ما فتئت الوزارة تتغنى بها”، كما “تبين الخرق الواضح للمذكرات والمراسلات الوزارية التي وضعت ورسمت من أجل ذلك على الورق فقط”.
وتبعا لذلك، طالبت النقابات الثلاث الجهات المسؤولة بـ”الإسراع بإحداث مؤسسات ثانوية تأهيلية تستوعب البنية الديموغرافية للمنطقة، وتشكل حلا جذريا لهذه الأزمة البنيوية، مع العمل على تأهيل المؤسسات المعنية وتزويدها بمعدات الاشتغال ماديا وتربويا”.
وإضافة إلى ذلك، طالبت النقابات بـ”احترام المهام المنصوص عليها لفئة أطر الدعم التربوي والنفسي”، موازاة مع “تعيين ما يكفي من أطر إدارية، لاسيما في الحراسة العامة وزيادة عمال النظافة مع تحسين ظروفهم المادية والمعنوية”.
وتفاعلا مع هذا الوضع، دعت النقابات إلى حمل الشارات الحمراء طيلة الأسبوع الجاري احتجاجا على الظروف “غير التربوية” السالف ذكرها، فيما تعهدت بعقد ندوة صحفية سيحدد موعدها لاحقا لتسليط الضوء على الإشكالات السائدة بالمديرية الإقليمية لأكادير إداوتنان.