ثقافة مفتوحة وسوقها مفتوح يدخلها من يدخلها لا يحكمها أي ضابط أو ميثاق أخلاقي، إنها ثقافة يتقنها ويمارسها أهل الإنبطاح وأهل التنازلات والتملق والتلون، تحركها شهواتها وأهواؤها الباحثة عن تفعيل ذاتها والبحث لها عن مكانة سواء في مجتمعاتها أو في المحيط الآخر. أسلوب يمارسه لقطف الثمار لمصلحته، وتكثير وتكبير رصيده، اليوم معك وغدا الطعن في الظهر ويكون ضدك
تراهم يجسدون كل أنواع العبودية في الولاء والطاعة، ورسم وتنفيذ المؤامرات والفتن الخارجية، كما تراهم ينبحون وينهقون خلف بعض شاشات التلفزيونات
هم أناس مستعدون بكل الطرق والأساليب الخبيثة، للمتاجرة في الغالي والنفيس. من أجل المزيد من المال والجاه والسلطة، لا يهمهم مصير الأرض والعرض والشرف والوطن
لكن ما استغرب له هو تلك النخبة الشابة التي تتلون كتلون الحرباء في العديد من المواقف حيث نجدها في الامس القريب معارض الشرس الذي ينتقد للعديد من الاختلالات واليوم يدافع عن اشخاص كانوا سبب في تلك الاختلالات؛ وربما غذا يعاود انتقاده لأن حين كان ينتقده من اجل هدف لفت الأنظار اليه و مساومته، واليوم لم يعد الدفاع والتشبث بالمبادئ و الصالح العام بل أصبح الدفاع عن اشخاص من اجل الاستفادة منهم أينما رحلوا فهم معهم والأمثلة كثيرة على ذلك، بحيث ان بعض الاشخاص في مراحل من حياتهم كانوا يدافعون ضد فكرة ، واليوم من اجل تحقيق مصلحتهم فهم مع تلك الفكرة التي كانوا ينتقدوها بل اكثر من ذلك من اجل تحقيق مصالحهم تجدهم ينتقلون بين دكاكين كلما انتقل ولي نعمتهم
ان العمل الجمعوي ليس انتفاع واسترزاق وانما هو نضال وتضحية ووفاء وتواصل مع المجتمع لمعرفة مشاكله وهمومه والتوسط له مع مختلف المؤسسات لإيجاد حلول لكل مشاكله، اما إذا كان العكس وأصبح مهنة لمن لا مهنة له فلا جدوى منه وسيبقى نقطة عار على جبين مدعيه.