مروان زنيبر
موجة سخرية عارمة عمقت حالة الاستغراب في مواقع التواصل الاجتماعي، عقب خروج “البوال ” السعيد شنقريحة في كلمة له خلال الملتقى الوطني للأمن السيبراني، وهو يتباهى بفوز الجزائر بمقعد غير دائم في مجلس الامن الدولي، بل واستغل شنقريحة المناسبة لتهنئة رئيسه المزور ال ” تبون”، واعتبره انجاز كبير وانتصار ديبلوماسي تاريخي، وكأن الجزائر حققت فتحا عظيما غير مسبوق…
تهنئة ” البوال ” التي تناقلتها وسائل التواصل على نطاق واسع، لم يجد لها المتتبعون أي تفسير، متسائلين عن جدوى هذا الانتصار الديبلوماسي التاريخي للجزائر، في الوقت الذي يتعلق بانتخابات عادية تخص مناصب شاغرة للمقاعد العشرة المخصصة للبلدان غير العضوية لتمثيل جميع المناطق العالمية بالتساوي، وفي جميع الأحوال، لا تكون هناك منافسة …فقط الدول التي تترشح هي نفسها التي يتم التصويت عليها، وعلى هذا الأساس ستمثل سيراليون والجزائر افريقيا، فيما ترشحت كوريا الجنوبية بمقعد منطقة آسيا والهادئ، بينما نالت غويانا المقعد المحجوز لأمريكا اللاتينية والكاريبي، وفي المقعد الشاغر في أوربا تنافست كل من دولة بيلاروسيا و سلوفينيا اثرها تفوقت هذه الأخيرة بفارق كبير على بيلاروسيا.
وما يدعو للاستغراب ان العصابة التي – استحمرت – شعبها المقهور، كانت قد لوحت في سابقة من نوعها بان الجزائر – القوة الإقليمية – ستبحث عن مقعد دائم في مجلس الامن… وبدأت بحملة مكثفة وجدية، في أروقة مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، للدفاع عن ترشحها لعضوية مجلس الأمن الدولي منذ شهر شتنبر الماضي، وعندما فطنت العصابة كون مطلبها بالانضمام الى أعضاء مجلس الامن يعد من المستحيلات السبعة، سرعان ما حولت الأنظار في البحث عن مقعد غير دائم، وهو مطلب يبدو في متناول اية دولة في العالم، و رغم ذلك فبلادة العصابة، جعلت وزيرها في الخارجية أحمد عطاف يقود حملة انتخابية – غريبة من نوعها- في أروقة الأمم المتحدة لحشد الدعم من أجل البحث عن مقعد غير دائم في مجلس الامن الدولي خلال الفترة 2024 و2025، التحركات – البئيسة – لعطاف بنيويورك اثارت الاستغراب ، بعدما استقبل عدد هائل من السفراء والمندوبين في الأمم المتحدة، و العديد من ممثلي الدول الأعضاء والمسؤولين في الأمانة العامة للأمم المتحدة، علما ان انضمام أي دولة الى فئة الدول غير الدائمة العضوية ، ليس له اية قيمة تذكر، عكس الدول الخمس الدائمة العضوية التي تمتلك حق الفيتو وتصنع بذلك القرارات الدولية…
للتذكير فقط، ستحل البلدان الخمسة التي تم اختيارها، مكان ألبانيا والبرازيل والغابون وغانا والإمارات، لولاية تستمر لعامين وتبدأ في فاتح يناير 2024، مع العلم ان كل عام تجرى انتخابات للدول التي ستعوض خمسة من المقاعد الشاغرة… ويضم مجلس الأمن الدولي 15 دولة، خمسة بلدان دائمة العضوية تملك حق النقض (الفيتو) هي كل من بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى 10 دول تتولى المقاعد لمدة عامين…
القادم بوست