على هامش الدورة الوزارية لمنتدى التعاون الروسي العربي الذي ينعقد بموسكو، عقد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، اجتماعا مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خصص لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا وتسوية نزاع الصحراء.
وكشف بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، بعد اللقاء بين الوزيرين في العاصمة موسكو، أن الاجتماع تناول مسألة تمديد ولاية بعثة “المينورسو” بالصحراء، عشية شروع مجلس الأمن في مناقشة المسودة التي تقدمت بها الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت مصادر هسبريس كشفت أنه يرتقب أن يحل وفد مغربي بروسيا في إطار التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها الرباط مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، خصوصا أن موسكو تحاول دائما في اللحظات الأخيرة أن تضفي نوعا من التوازن على القرار النهائي.
وقال بيان الخارجية الروسية: “اللقاء خصص لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكان التركيز الرئيسي على الوضع في ليبيا وسوريا، وأيضا قضية التمديد لبعثة الأمم المتحدة بالصحراء”.
وشدّد سيرغي لافروف وناصر بوريطة على “ضرورة تجاوز الأزمات بوسائل سياسية وليس عن طريق الصراع مع مراعاة أعراف القانون الدولي وبنود ميثاق الأمم المتحدة”، وهي إشارة تؤكد من خلالها روسيا أنها ترفض أي حلّ غير متوافق عليه أو تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة كما تنادي بذلك جبهة البوليساريو الانفصالية.
وفي تصريحات لوسائل إعلام روسية أكد ناصر بوريطة أن “المغرب لا يرغب في عقد اجتماعات حول الصحراء لمجرد الاجتماع، وأنه غير مستعدة للتعامل مع مواقف تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي”.
ودعا الدبلوماسي المغربي كافة الأطراف إلى التحلي بالواقعية والإرادة الحقيقية للوصول إلى حل، وقال في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “المغرب تعامل، منذ البداية، بوضوح مع هذا ولا يريد اجتماعات لمجرد اجتماعات، ويريد إنهاء هذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده”، مضيفا: “إذا كانت هناك رغبة حقيقية عند الأطراف الأخرى، فالمغرب وضع فوق الطاولة مبادرة للحكم الذاتي”.
وأضاف بوريطة: “إذا كانت بعض الأطراف لا تزال متمسكة بمواقف عفا عنها الزمن، فالمغرب يخرج بنتائج ويحدد موقفه؛ لكنه غير مستعد للاستمرار في مسلسل للكلام ولاجترار مواقف متناقضة مع قرارات مجلس الأمن، وأكثر من ذلك، مواقف غير عملية وبعيدة عن التوافق”.
وبخصوص اجتماعات جنيف برعاية المبعوث الأممي إلى الصحراء، أوضح بوريطة أن “الاجتماع الذي كان في جنيف يأتي في إطار هذا المسار الجديد، وكان هناك تقدم؛ لكنه غير كاف، لأن اليوم ما هو ضروري أن تتحلى كل الأطراف المعنية بإرادة حقيقية للدفع نحو حل واقعي عملي مبني على التوافق، بالابتعاد عن الأحلام والأشياء غير الممكنة”.