تمكين المرأة القروية وتحسين مستوى النقاش العمومي محور مشروع تم إطلاقه ب”اولاد سعيد”

أولاد سعيد – إقليم سطات 

أولاد سعيد – إقليم سطات 

 

شهد مركز جماعة “اولاد سعيد”، يومه السبت 6 دجنبر الجاري، يوما مميزا مع إطلاق مشروع “تأهيل الفتاة/المرأة القروية… أساس التمكين السياسي”، الذي نظمته” جمعية اولاد سعيد الشاوية ورديغة للتنمية” بدعم من “صندوق تشجيع تمثيلية النساء”.  

وقد عرف الحدث حضورا واسعا، تجاوز 120 شخصا، بينهم 102 امرأة وفتاة من مختلف دواوير الجماعة. إلى جانب مسؤولين محليين وفاعلين جمعويين.

خلال الحفل،  قدم المنسق العام للمشروع، “محمد أمين الشنقيطي”. عرضا مفصلا حول فلسفة المبادرة وأهدافها. مؤكدا أن الهدف الأساسي يروم تمكين المرأة القروية من المعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة الفاعلة في الشأن العام واتخاذ القرار داخل المجتمع المحلي.

الوعي النسائي: مفتاح التحول المجتمعي

تركز المبادرة، وفق القائمين عليها. على إعلاء صوت المرأة القروية وتشجيعها على الانفتاح على المعرفة السياسية والاجتماعية. مبرزين أن النساء حين تتعرفن على حقوقهن وتكتسبن أدوات التفكير والنقاش، يتحول حضورهن من مجرد مراقبة إلى مشاركة فاعلة ومسؤولة.

وقد وضعت الحملة التحسيسية الأولى المنظمة تحت شعار: “من القرية إلى القرار… المرأة القروية شريك أساسي في التنمية المحلية”. محورا أساسيا لاشتغالها يتمثل في رفع الوعي وتمكين المرأة لتكون جزءا من الحوار المجتمعي. وقد أثبت الإقبال الكبير على هذا النشاط، مع تجاوب النساء والفتيات. أن هناك رغبة قوية في التعلم والانخراط كمؤشر على قوة إرادة المرأة القروية في الانفتاح على المعرفة ومواجهة التحديات الاجتماعية.

تمكين المرأة وتأثيره على الأجيال الصاعدة

واحدة من الرسائل الأساسية للمبادرة هي أن التمكين اليومي للمرأة القروية يؤسس لبناء أجيال صاعدة واعية ومسؤولة. مبرزة أن الفتاة التي ترى والدتها أو شقيقتها تشارك في النقاشات، ستتعلم أن صوتها مسموع وأن لها دورا فعالا في المجتمع. هذه الممارسة المتكررة للنقاش، الترافع والمطالبة بالحقوق ستصبح عادةً مجتمعية متوارثة، وهو ما يقود لإحداث تغيير ثقافي طويل المدى في المنطقة.

النقاش العمومي يتحسن بوجود المرأة الواعية

النقاش المفتوح شكل فرصة للنساء للمشاركة في حلقة تفاعلية مع المنتخبين والفاعلين المحليين. عبرت خلالها النساء عن تطلعاتهن مع عرض مشاكلهن اليومية وطرح حلول عملية. ما يعكس قدرة المرأة على رفع مستوى النقاش العمومي.

تم خلال هاته المحطة التأكيد على أن المطالب تصبح أكثر وضوحا وعدلا والمسؤولون أكثر مساءلة. كلما اتسم الحوار المجتمعي بالدقة والموضوعية، بعيدا عن الانطباعات العاطفية أو المبالغة.

عملية توضح أن تمكين المرأة لا يفيدها فقط، بل يعمق الوعي الاجتماعي ويعزز ثقافة المشاركة.

نحو مجتمع أكثر عدلا وتوازنا

شكل مشروع “اولاد سعيد” بداية دينامية محلية جديدة، ستمكن المرأة القروية من أن تصبح شريكا أساسيا في صنع القرار. ومساهمة بفعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فاتحا الباب أمام معالجة لمجموعة من القضايا التي كانت مهمشة. ضمنها الصحة الإنجابية، التعليم، النقل المدرسي للفتيات ودعم التعاونيات النسائية.

مشروع يعكس قوة إرادة المرأة في مواجهة التحديات والانفتاح على المعرفة. وفي نفس الوقت، يظهر أثر تمكينها على الأجيال الصاعدة. حيث تتحول المشاركة من حق مكتسب إلى ممارسة مستمرة، تزرع ثقافة المواطنة، الترافع والحوار العقلاني في المجتمع.

من صمت القرية، بدأت الأصوات ترتفع

مشروع تمكين المرأة القروية في “اولاد سعيد” ليس مجرد نشاط مؤقت، بل مسار طويل لبناء وعي مجتمعي جديد، تستفيد منه اليوم النساء ليطال أثره الأجيال القادمة مستقبلا. وهو ما يعكس أن الصوت النسائي أصبح حاضرا، مسموعا ومؤثرا، ليصبح بالتالي عنصرا أساسيا في رسم مستقبل “أولاد سعيد” نحو مجتمع أكثر عدلا، مشاركة ووعيا.

المحور

الرسالة الأساسية

التأثير على المجتمع

التمكين السياسي تحويل المرأة القروية من مراقِبة إلى مشارِكة فاعلة. رفع مستوى النقاش العمومي وجعل المسؤولين أكثر مساءلة.
التغيير الثقافي الأمهات/الأخوات يزرعن ثقافة الترافع والمطالبة بالحقوق. بناء أجيال صاعدة واعية ومسؤولة (تأثير طويل المدى).
التنمية المحلية معالجة القضايا المُهمشة كالصحة الإنجابية والنقل المدرسي للفتيات. مجتمع أكثر عدلاً وتوازناً وتركيزاً على أولويات المرأة القروية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.