أثار قيام بعض المدارس السعودية بتفعيل نظام البصمة لتسجيل حضور الطلاب لديها، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة وانقساما في الآراء حول مدى صوابية هذا القرار والقدرة على تنفيذه.
وكان العام الدراسي الجديد في المملكة قد بدأ الأحد الماضي بعودة الطلاب والطالبات إلى مقاعدهم الدراسية. وبحسب وسائل إعلام سعودية انتظم أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة من التعليم العام، ونحو 1,360,000 طالب وطالبة من التعليم الجامعي والتدريب التقني والمهني في جميع مناطق ومحافظات المملكة في مدارسهم ومؤسساتهم التعليمية والأكاديمية والتدريبية المختلفة.
ولكن ما لفت الأنظار هذا العام هو قيام بعض المدارس في المملكة، كما أظهر فيديو نشرته قناة “الإخبارية” السعودية، بتفعيل نظام البصمة لحضور الطلاب، وأظهر الفيديو عدد من الطلاب وهم يقومون يتسجيل البصمة قبل دخولهم إلى الفصول.
“خطأ تربوي”
قرار تفعيل نظام البصمة للطلاب قسم آراء السعوديين على مواقع التواصل. ووصف كثيرون قرار المدارس بغير العملي و”هدر للوقت والمال”.
وانتقد مغرد القرار معتبرا أنه بالإضافة إلى “شكل مباني المدارس وتصميمها الداخلي الكئيب أصبح الحضور بالتبصيم كأنه سجن”، فيما رأى آخرون أن التبصيما “خطأ تربوي” وطالبوا المدارس باختصار جهودها في تعزيز قيم الصدق والأمانة والحرص لدى الطلاب.
وتساءل مغردون عن فعالية فرض نظام البصمة في المدارس التي تحتوي على عدد كبير من الطلاب، معتبرين أن الإجراء سيستهلك وقتا طويلا جدا وسيضيف التوتر على الطلاب.
وتمنى البعض من المدارس أن “تخصص نظام البصمة للمدرسين والإداريين فقط. أما للطلبة فيكفي أن يكون بكل فصل كاميرا موصولة بشاشة لمكتب مدير المدرسة”.
وتعتبر البصمة معلومة حساسة تحمل معها بيانات فريدة عن الأفراد، وهو الأمر الذي أثار مخاوف البعض الذين أبدوا قلقهم من أن يؤدي استخدام البصمة إلى انتهاك خصوصية الطلاب من خلال تسريب بياناتهم أو استخدامها بطرق غير مرغوب فيها.
“البصمة مزعجة لمن لا يريد العمل”
في المقابل أبدى البعض إعجابهم بالفكرة واعتبروا أن نظام البصمة سيسهم في تحسين الانضباط والانتظام في الحضور المدرسي، وسيساهم في تقليل نسبة الغياب والتأخر، مما ينعكس إيجاباً على أداء الطلاب ونتائجهم الدراسية.
وتمنى آخرون أن يصبح هذا الإجراء وسيلة لتعزيز التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور، حيث سيمكنهم من متابعة حضور أبنائهم بشكل أفضل.
ورأى مغردون أن الإجراء سيساهم بـ “تعويد الطلاب على سوق العمل”. وردا على منتقدي قرار فرض البصمة اعتبر مغرد أن “البصمة مزعجة فقط لمن لايريد العمل”.