“تعليم ذو جودة للجميع” محور لقاء تشاوري بين مختلف الفاعلين والشركاء المدرسة المغربية
خولاني عبد القادر
لقد عرف ميدان التعليم في السنين الأخيرة مجموعة من المستجدات والمصطلحات التربوية، بهدف تدليل الصعوبات والمعيقات التي تعرفها المنظومة التعليمية، فالشعارات التي ترفع خلال كل دخول مدرسي كان هدفها تجويد المدرسة المغربية، وخلق جيل جديد متشبع بالروح الوطنية.
ولإنجاح هذه الاستراتيجية، خرجت إلى الوجود مجموعة من المذكرات والتشريعات والقوانين المنظمة لعلاقة الشراكة بين المدرسة والمجتمع المدني،من أجل التصدي ومواجهة ما تعرفه المؤسسات التعليمية من صعوبات ومعيقات داخلية و خارجية، لتحقيق الجودة التربوية المنشودة.
وهذا ما دفع الوزارة إلى عقد سنويا العديد من اللقاءات التشاورية وطنيا و إقليميا قصد تمتين التعاون بين المدرسة والمحيط الذي يعيش فيه المتعلم لتجويد المدرسة المغربية ، و كان آخرها إقرار تنظيم لقاءات ترابية تتعلق ببرنامج مشاورات وطنية ، تحت شعار “تعليم ذو جودة للجميع “على المستوى الجهوي و الإقليمي ،همت 90 تلميذة و تلميذا تفاعلوا بنجاح في ورشات الخيال الإبداعي و 180 من الأطر التربوية و180 من أمهات و أباء و أولياء التلاميذ ، كان انخراطهم إيجابيا في ورشات مجموعات بؤرية و ذلك طيلة شهر ماي 2022 باعتماد المقاربة التشاركية من أجل بلورة الأليات الكفيلة بتجويد المدرسة المغربية، الورش التربوي الذي تم بتنسيق بين المديرية الإقليمية للتعليم بالمضيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة.
و في نفس الإطار، ترأس الكاتب العام للعمال المضيق الفنيدق السيد خليد الصغموتيإلى جانب المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة السيد سعيد بودرا، يومه الخميس 09 يونيو 2022 بمقر العمالة، و بحضور رئيس مجلس العمالة، المشاورات الترابية لفائدة 45 مشاركة و مشاركا على أساس مد جسور التعاون و التواصل بين المدرسة و الجمعيات و الشركاء المحليين و وسائل الإعلام و السلطات الإقليمية لدعم المدرسة المغربية ،و بمساهمة مميزة لممثلي السلطات المحلية ، و السادة النواب البرلمانيين و المنتخبين و رؤساء المصالح الخارجية و المنابر الإعلامية …
وفي الكلمة الافتتاحية للسيد الكاتب العام، أوضح أن هذه اللقاءات التشاورية من شأنها إثراء خارطة طريق لتجويد المدرسة المغربية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تنزيل وتفعيل الأوراش ذات الأولوية، وتعزيز وتعديل التدابير التي تم وضعها لبناء مدرسة المستقبل، مدرسة مغربية بمواصفات الجودة،وهي فرصة لتوسيع النقاش مع مختلف الفاعلين المحليين…
كما أوضح أن هذه اللقاءات التشاورية تشكل فرصة لبلورة وتدعيم منظور الوزارة في تحسين جودة التعليم،وتوفير العدالة المجالية، وإدماج مبادئ المساواة والحرص على الاعتماد على الأسرة، وتعزيز المقاربة التشاركية وتقوية الشراكات مع الجماعات الترابية، لما لهذه الشراكة الداخلية تأثير عميق وطبيعي على المستقبل الدراسي للطفل ومستوى تحصيله،وكذا في توجيه وتحديد مسار تعلم التلميذ وتشكيل شخصيته المستقبلية، المتشبعة بالروح المواطنة.
مضيفا نأن أهمية هذا اللقاء، تكمن في التشاور مع الفاعلين الترابيين بالجهة نظرا للمكانة المركزية للجهات في تفعيل السياسات العمومية مع استحضار الهدف الأساسي الرامي إلى تعزيز الانتقائية والتكامل بين برامج الوزارات ومخططات التنمية الجهوية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز السيد سعيد بودرا، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أهمية موضوع اللقاء باعتبار إصلاح المدرسة المغربية مشروعا مجتمعيا ومسؤولية مشتركة يهم مختلف الفعاليات المنتجة داخل السياق المجتمعي المغربي، بالنظر إلى ما تحققه من توافق جماعي وخلق ديناميكية فكرية مشتركة تعطي نفسا متجددا ومنفتحا على أولويات الإصلاح خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال السيد المدير الإقليمي أن اختيار الوزارة لشعار: مدرسة الجودة للجميع، هو رهان ندرك جميعا مدى سياقاته وآماله وطموحاته المستقبلية، وذلك وعيا منها بأهمية الإنصات المتمعن، والمشاورات الكبرى المنفتحة على الجميع، من أجل إغناء النقاش وتبادل الأفكار وتحفيز الذكاء الجماعي، من خلال فسح المجال لمختلف المتدخلين والشركاء والفاعلين بالمجتمع المغربي للتعبير عن آرائهم وتصوراتهم واقتراحاتهم بهدف إرساء الآمال المنشودة للمدرسة العمومية…
وتميز هذا اللقاء بنقاش مفتوح مع الفعاليات المحلية المعنية بالقطاع التعليم، ممن استعرضوا عددا من المشاكل والإكراهات التي يعرفها هذا المجال، داعين إلى صياغة استراتيجية مجالية محلية وإقليمية وجهوية وفق مقاربة تشاركية من أجل تحسين مستوى جودة التعليم.
كما عرفت هذه المحطة الهامة من المشاورات مشاركة فعالة ووازنة لمختلف المتدخلين، حيث أبان النقاش المتعلق بمحاور الورشات عن نضج عال في التفكير وعن حسن التزام المشاركين من خلال تقديم مقترحات موضوعية تعتمد على تجارب ميدانية بخصوص تجويد المدرسة العمومية وكذا إعادة إرساء مناخ للثقة في المدرسة العمومية.
وقد اختتمت أشغال اللقاء التشاوري الترابي بقاسم مضامين تقارير الورشات الثلاث ترأسها كل من السيد الكاتب العام للعمالة والسيد المدير الإقليمي في أجواء يطبعها الأمل والاستعداد التام لتحقيق قفزة تربوية نوعية قائمة على أسس الجودة …
ونستخلص من كل هذا أن العلاقة بين المدرسة ومحيطها علاقة تكاملية، تتطلب تبادل الرأي والمشورة، وأن تكون العلاقة بين المدرسة والشركاء المحليين علاقة تكاملية، وأن التعاون بينهما أمر لابديل عنه لاستكمال تحقيق أهداف العملية التربوية، وأن نجاح العملية التعليمية هو نتاج مشترك بين المدرسة وكل المتدخلين…
فورش الإصلاح التربوي مستمرفي ظل التقدم العلمي التكنولوجي، فشعار «مدرسة الجودة للجميع”، يجعل قضية التربية والتعليم هي قضية الجميع بدون استثناء،إذ يتعين على كل المتدخلينتكثيف الجهود لأجل التوعية بضرورة الالتفاف حول المدرسة ودعم أنشطتها ومشاريعها لأنهاتستهدف النهوض بأحوال المتعلمين والارتقاء بهم وتنمية مهاراتهم، فهم رأس مال الوطن الذي يعول عليهم من أجل احتلال المكانة المرموقة دوليا.