جاء في أول استحقاقات تشريعية بعد الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى البرلمان المغربي، والتي دعا فيها إلى تخليق الحياة البرلمانية، جرت الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة سيدي قاسم على وقع اتهامات بـ”الفساد الانتخابي” و”استعمال المال الحرام لاستمالة الأصوات”.
وكان الملك محمد السادس قد وجه رسالة إلى البرلمان بمناسبة الذكرى الستين لقيام أول برلمان في المملكة، شهر يناير الماضي، دعا فيها إلى تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها، تكون ذات طابع قانوني ملزم.
ياسمين المغور، نائبة برلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، علقت على فوز مرشّحيْ الحزب الذي تنتمي إليه في الانتخابات الجزئية بدائرتيْ آسفي وسيدي قاسم بالقول في منشور على “فيسبوك”، إن “العمل والمعقول ديال التجمع الوطني للأحرار ينتصر مجددا على البؤس والفساد وأحزاب دار الورثة”.
وأصدر المكتب المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمشرع بلقصيري بدوره بيانا، أدان فيه ما سماه “كل الممارسات والسلوكيات اللا أخلاقية التي صدرت من بعض المرشحين الذين أفسدوا العملية الانتخابية باستعمال المال الحرام لاستمالة أصوات الناخبين”.
وتعليقا على ما شاب الانتخابات الجزئية بدائرة سيدي قاسم من اتهامات بـ”الفساد الانتخابي”، قالت النائبة البرلمانية ياسمين المغور، في تصريح ، إن الانتخابات الجزئية “جرَت أصلا بعد شغور مقعد برلماني بسبب الفساد”، في إشارة إلى تجريد المحكمة الدستورية للنائب البرلماني السابق عبد النبي عيدودي من مقعده البرلماني بعد متابعته بتهمة تبديد أموال عامة.
وأضافت النائبة البرلمانية ذاتها: “المنافسون كانوا يروجون تهما للمواطنين بأنهم يقبضون المال من أجل التصويت، وهذا الكلام لا يصدر إلا عن الذين يشعرون بأنهم ضعيفون في الميدان”.
وبعدما شددت على أن العمل الذي قام به حزب التجمع الوطني للأحرار “انتصر على البؤس والفساد”، دافعت النائبة البرلمانية المغور عن “نظافة الحملة” التي قام بها مرشح الحزب، معتبرة أنها “لم تكن فقط حملة انتخابية، بل جوابا على ما يروجه خصوم حزبنا الذي فاز بأكثر من خمسين ألف صوت”.
من جهته، دافع عبد النبي عيدودي، النائب البرلماني السابق عن الدائرة المحلية بسيدي قاسم، باسم حزب الحركة الشعبية، عن الحملة الانتخابية لحزبه في الانتخابات الجزئية الأخيرة، التي ترشح فيها والده عبد الهادي عيدودي.
وقال عيدودي الابن في تصريحه: “نحن كحزب قدمنا صورة مميزة للعمل السياسي الذي ابتغاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في رسالته الأخيرة إلى البرلمان المغربي في ذكرى تأسيسه الستين، وهي تخليق الحياة السياسية (…) فقدمنا مرشحا يده نظيفة ومن خيرة رجال الوطن”.
وأردف: “قدمنا برنامجا تنمويا ومشروعا انتخابيا حقيقيا قابلا للتحقيق طول حملتنا الانتخابية، ولم ولن نكذب على الناخبين، ولم نفسد حملتنا الانتخابية بأي وسيلة مشبوهة أو وعود كاذبة، وحافظنا على نقاء خطنا السياسي من أي اختلاط مشبوه أو ملغوم، كما حافظنا على لوننا الانتخابي دون تبديل أو تبديد أو تبخيس أو تنكيس”.
ومقابل تنويهه بالصورة التي قدمها حزبه في الانتخابات الأخيرة، قال عيدودي إن أحزابا وبرلمانيين ورؤساء جماعات ومنتخبين “غيروا لونهم السياسي وارتدوا عباءة غير عباءتهم، ورفعوا شعارات في السر والعلن مخالفة لشعاراتهم السياسية، مما جعلنا أمام مشهد سياسي إقليمي لا يليق بممثلي الأمة ولا بنخب الإقليم السياسية”.
ووصف المتحدث ذاته ما صدر عن الأحزاب الأخرى بـ”الوضع غير السليم والمخالف لأخلاقيات السياسة وأدبيات السياسي التي دعا جلالة الملك جميع السياسيين إلى التحلي بها والتخلق بقيمها”، معتبرا أن محطة 22 فبراير “عرفت تحالف أحزاب وبرلمانيين ورؤساء ضد الحركة الشعبية أمام حياد ونزاهة السلطة الإقليمية”.
وبخلاف ما جاء في البيان الصادر عن الكتابة المحلية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمشرع بلقصيري، قال عبد الإله بنزينة، المرشح باسم حزب “الوردة” في الانتخابات الجزئية بدائرة سيدي قاسم، إنه لم يسجّل أي خروقات.
وأضاف بنزينة في تصريح له “عموما، جرت الانتخابات في أجواء عادية، وكانت هناك مراقبة من طرف السطات المختصة ولم تقع أية حوادث، وأنا كمرشح تابعت مسار الاقتراع منذ فتح مكاتب التصويت إلى غاية إغلاقها، وأؤكد أنني لم أعاين أية خروقات أو تجاوزات”.
وأوضح المتحدث أن الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بسيدي قاسم ستعقد اجتماعا ستصدر في ختامه بلاغا حول الظروف التي جرت فيها الانتخابات التشريعية الجزئية.