تراجع OpenAI عن خطتها الربحية في ظل تصعيد قانوني من إيلون ماسك

مجلة أصوات

في خطوة مفاجئة تعكس تصاعد التوترات القانونية والأخلاقية في صناعة الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI، المطورة لنظام ChatGPT، تراجعها عن خطة كانت تهدف إلى تحويلها إلى كيان ربحي مستقل. حيث أكدت الشركة التزامها بالاحتفاظ بهويتها كمنظمة غير ربحية تشرف على أنشطتها التجارية.

وفي تدوينة رسمية، أكد الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن OpenAI “تأسست كمنظمة غير ربحية، وهي كذلك الآن، وستظل كذلك في المستقبل”. مضيفًا أن الشركة ستواصل هيكلة قطاعها الربحي ضمن نموذج “شركة منفعة عامة” (Public Benefit Corporation)، مما يسمح لها بجذب التمويلات دون التنازل عن السيطرة الأخلاقية غير الربحية.

جاء هذا القرار بعد ضغوط قانونية ضد الشركة، بما في ذلك دعوى قضائية من إيلون ماسك، الشريك المؤسس الذي اتهم OpenAI بـ”خيانة مهمتها الأصلية” المتمثلة في خدمة الإنسانية. وحذر ماسك من احتمال انحراف الشركة نحو الإثراء الذاتي نتيجة الشراكة العميقة مع مايكروسوفت. ومن المقرر أن تُنظر القضية أمام هيئة محلفين في كاليفورنيا في مارس 2026، والتي قد تؤثر على مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي.

وأشار بريت تايلور، رئيس مجلس الإدارة، إلى أن قرار الحفاظ على السيطرة غير الربحية جاء بعد مشاورات مع مؤسسات مدنية وهيئات قانونية في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير. واعتبر أن الهيكل الجديد يمثل “تسوية متوازنة” تحافظ على ثقة المستثمرين وفي الوقت نفسه تحمي رؤية OpenAI الأخلاقية.

فيما يواصل ماسك انتقاد الشركة، محذرًا من التخلي عن مبدأ الشفافية، تُظهر الوثائق القضائية أن الخلاف يمتد إلى محاولات سابقة لدمج OpenAI مع شركة تسلا، وهي خطوة رفضها مجلس إدارة OpenAI.

رغم الجدل المتصاعد، تستعد OpenAI لجمع 40 مليار دولار في جولة تمويل ضخمة تقودها شركة سوفت بنك، مما يدل على قدرتها على جذب المستثمرين حتى في ظل النزاع القانوني الذي قد يُعيد تشكيل حدود المسؤولية بين الذكاء الاصطناعي والحوكمة الأخلاقية.

توضح التطورات المتسارعة وضع OpenAI المعقد بين الحفاظ على رسالتها الأصلية لخدمة الإنسانية والتوسع التجاري في واحدة من أسرع الصناعات نموًا عالميًا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.