بعدما أطلق حادث طائرة 737 ماكس مطلع يناير الماضي حالة من القلق ووجه الأنظار نحو معايير السلامة في طائرات بوينغ بشكل عام، أطلق مديرون ومهندسون سابقون رفيعو المستوى في الشركة تحذيرات للمسافرين لتجنب هذه الفئة وذلك مع عودة رحلاتها مرة أخرى للخدمة.
“لن أقودها مجدداً”
فقد أكد إد بيرسون، أحد كبار مديري شركة بوينغ، أنه لن يقود مجدداً طائرة ماكس على الإطلاق، والتي شهدت مؤخراً انفجاراً وهي تحلق في الهواء في رحلة تابعة لشركة طيران ألاسكا.
وأضاف أنه عمل في المصنع الذي تم بناؤها فيه، ورأى الضغط الذي كان يتعرض له الموظفون هناك لدفع الطائرات للعودة إلى الخدمة، بحسب موقع “نيويورك بوست”.
كذلك قال بيرسون إنه حاول إقناع الشركة بوقف هذه الفئة حتى قبل عام 2018، عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة “ليون إير” في بحر جاوة، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 189 شخصاً.
“الأرباح لها الأولوية”
من جانبه أصدر جو جاكوبسن، مهندس بوينغ السابق الذي عمل أيضاً في إدارة الطيران الفيدرالية تحذيراً مماثلاً وأكد أنه من السابق لأوانه عودة هذه الفئة إلى الخدمة.
وشدد على ضرورة تجنب السفر على هذه الفئة لأقصى حد، مدعياً أن الوقت الذي قضاه في الشركة جعله يدرك أن الأرباح لها الأولوية على مراقبة الجودة، بحسب “نيويورك بوست”.
فيما تابع قائلاً: “على مدار العشرين عاماً الماضية، ذهبوا في هذا الاتجاه المستمر نحو الهندسة المالية بدلاً من الهندسة التقنية”، مجادلًا بأن الشركة كانت تلعب في الأساس لعبة Whack-a-Mole حيث تقوم بإصلاح المشكلات مرة واحدة فقط، ثم تبدأ مشكلة أخرى في الظهور.
“قرار سابق لأوانه”
وشدد على أن قرار الوكالة الفيدرالية بالسماح للطائرات بالتحليق مرة أخرى كان “سابقاً لأوانه”، مشيراً إلى أنه وغيره من المدافعين عن السلامة دقوا ناقوس الخطر لسنوات بشأن العديد من مشكلات السلامة في كل من طائرات ماكس 8 وماكس 9.
يشار إلى أن شركة ألاسكا كانت أعلنت عقب الحادث المرعب أنّها اكتشفت “قِطعاً غير مثبّتة جيّداً” في عدة طائرات من طراز بوينغ 737 ماكس 9، وذلك بعد 3 أيام فقط من تعرض إحدى طائراتها من نفس الطراز لحادث أثناء تحليقها.
وأدت تلك الحوادث إلى إعلان إدارة الطيران الفيدرالية أنّها وافقت على خريطة طريق لشركات النقل لإكمال عمليات الفحص التي تشمل مقابس الأبواب اليسرى، واليمنى، والمكوّنات، والمثبتات.
كما أدت إلى حالة قلق لدى الملايين حول العالم، ودفعت بكبرى شركات الطيران إلى التشديد على معايير السلامة، التي غالباً ما تكون في سلم الأولويات عالمياً.