بقلم د. مبارك أجروض
مع اقتراب عيد الأضحى، عادة ما يُكثر الناس من تناول اللحوم والنشويات والسكريات، مما قد يتسبب لهم في العديد من المشاكل الصحية فيما بعد، لاسيما اولئك الذين يعانون من بعض الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية والشرايين، لذا يحذّر الأطباء وخبراء التغذية من الإفراط في تناول تلك الأطعمة المحببة إلى قلوبنا خلال أيام العيد.
وبطبيعة الحال تحتل لحوم الخرفان رأس قائمة الطعام في أيام عيد الأضحى، والتي تكون مصحوبة مع أكلات أخرى، لها سلسلة من الأضرار في حال الإفراط في تناولها، حيث إن قطعة من لحم الخروف بما يوازي 80 غراماً، تحتوي على 250 سعرة حرارية و20 غراماً من البروتين و20 غراماً من الدهون المشبعة، وهو الأمر الذي يشكل خطراً على رضى القلب والشرايين. كما يشتمل لحم الضأن على نسبة عالية من الكوليسترول ويؤدي الإفراط في تناوله لتعرض الإنسان العادي لأضرار صحية، وبالطبع يشكل خطراً كبيراً على مرضى الكوليسترول وتصلب الشرايين.
وفي هذا الصدد حذر خبراء الغدد الصماء والسكري، مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني من كسر فرحة عيد الأضحى، بتجاوز النظام الغذائي من خلال الإكثار من تناول وجبات اللحوم والحلويات، والأطعمة الغنية بالصوديوم، أو المالحة بطبيعة تصنيعها، وطالب بالحرص على قياس السكر خلال أيام العيد، كعامل مساعد على التنبؤ المبكر بأي خلل في نسب السكر، خصوصًا إذا كان المريض قد خضع لإغراءات أطعمة العيد.
إن بعض مرضى السكري، للأسف قد لا يستطيعون مقاومة إغراءات تعدد الأطعمة المالحة والحلوة في العيد، وهذا قد يعرضهم لا قدر الله لعدم استقرار نسبة سكر الدم في الجسم.
ودعا إلى ضرورة تناول مريض السكري نظامًا غذائيًا متوازنًا، وتكون الوجبات غير دسمة بعيدة عن الأطباق الدهنية المقلية. كما يجب على مريض السكري عدم المبالغة في تناول أصناف متعددة مثل الكعك والحلويات والمعمول لاحتوائها على سعرات حرارية عالية.
وأوضح الخبراء أن الأفضل بدلًا من حرمان تناولها نهائيًا هو التقليل قدر الإمكان منها بالنسب الموصي بتناولها، بحيث لا تتجاوز تناول كعكة واحدة في اليوم أو قطعة واحدة من الشوكولاتة، والأفضل المخصصة لمرضى السكري أو التي يتم إعدادها في المنزل.
إن مريض السكري، يحتاج إلى الحرص الدائم في كل ما يتناوله من أطعمة، سواء في المناسبات والأعياد أو بشكل يومي حتى لا يكون عرضة لارتفاع مفاجئ في نسبة السكر في الدم، مما قد يعرض حياته للخطر.
وأوضح أن الالتزام بنظام غذائي متوازن وصحي يساعد مريض السكر على الاستمتاع بحياته، ولن يتعرض لارتفاع نسبة السكر في الدم، مع تجنب العصائر المحلاة والمشروبات الغازية واستبدالها بالماء والعصائر الطازجة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن والألياف، ويفضل أن تكون معدة بالمنزل ومخففة، مع تجنب إضافة السكر، فالفواكه تحتوي على السكر الطبيعي.
وعلى جميع مرضى السكري، أن يحرصوا على ممارسة الرياضة لكونها تحسن عمل الأنسولين، إذ يفضل لمرضى السكري ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة في اليوم في أجواء مناسبة كالصباح الباكر أو في المساء، بعيدًا عن أشعة الشمس، مع الحرص على ارتداء الملابس الرياضية والحذاء المخصص.
وألا بلد من الإشارة إلى أن أنواعًا من الرياضة ينصح بها مثل المشي، السباحة، ركوب الدراجة، الهرولة الخفيفة، ودراجة التمارين، وفي حالة الشعور بالتعرق الزائد أو الرعشة بشكل غير طبيعي أو اضطراب في معدل ضربات القلب، فلا بد من التوقف عن ممارسة الرياضة وفحص مستوى السكر في الدم.
كما ينصح الخبراء بعدم الإفراط في تناول لحم الخروف لأكثر من 3 أيام متوالية، وأن يكون الطهي إما بطريقة الشواء أو السلق. من جانبها، نصحت الطبيبة، إرم أونر، المختصة بمعالجة الأمراض الداخلية، بتناول اللحوم في أوقات الظهيرة، وتفضيل تناول الخضار في وجبة العشاء.
وتابعت قائلة: “على الأشخاص الذين يتناولون اللحوم في عيد الأضحى، عدم إهمال رياضة المشي”، مشيرة إلى أنه “يجب على الأشخاص السير 10 آلاف خطوة على الأقل في اليوم الواحد، وذلك طبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، لأنّ المشي يسهل عملية الهضم”.
بدورها شددت يلدز ملك أقصويلو، خبيرة نظام التغذية في المستشفى ذاته، على وجوب ذبح الأضحية بإشراف طبيب بيطري. ولفتت إلى ضرورة الابتعاد عن تناول لحوم الحيوانات الصغيرة والكبيرة في العمر. ودعت أقصويلو إلى وجوب تناول لحم الأضحية بعد مرور نحو 24 ساعة من الذبح.
وأضافت أنّ لحم الأضحية يكون قاسياً خلال الساعات الأولى من عملية الذبح، ويصعّب مهمة جهاز الهضم، في حال تناوله مباشرةً.