تحديات المناخ في المغرب: سنة 2023 تسجيل حراري وجفاف حاد

مجلة أصوات

تعتبر سنة 2023 من السنوات الفارقة في تاريخ المناخ بالمغرب، حيث شهدت البلاد حالات من الجفاف وارتفاع قياسي في درجات الحرارة، مما أثار القلق بشأن مستقبل الزراعة والموارد المائية. 

 

ارتفاع درجات الحرارة:

في ظل التغيرات المناخية العالمية، سجل المغرب ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث كان العام 2023 الأكثر حرارة منذ بداية القرن العشرين. متوسط درجات الحرارة تجاوز المعدل العادي بحوالي 1.77 درجة مئوية، وبلغت ذروتها في عدة مدن، بما في ذلك أكادير، حيث تم تسجيل درجة حرارة قياسية بلغت 50.4 درجة مئوية، وهو ما يعد تطورًا نادرًا وغير مسبوق في البلاد. 

حالة الجفاف:

عانت المملكة من جفاف حاد، حيث شهدت السنة عجزًا كبيرًا في التساقطات المطرية تصل نسبته إلى 48%. يعتبر هذا العام الأكثر جفافًا منذ ثمانين عامًا، مما ألحق الضرر بالقطاع الزراعي وأثر بشكل كبير على مياه الشرب. وقد سجل المغرب خلال الموسم الفلاحي معدل أمطار لا يتجاوز 134 مليمتر، مع عجز يقدر بـ 29.22%.

 

التداعيات الاقتصادية والبيئية:

تجاوز تأثيرات هذه الظواهر المناخية حدود المناخ فقط، حيث تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي والموارد المائية في البلاد. من المتوقع أن ترتفع تكاليف الإنتاج الزراعي بسبب قلة المياه، مما قد يؤدي إلى حدوث أزمات غذائية محتملة.

 

التوجه نحو الحلول المستدامة:

لمواجهة هذه التحديات، يجب على المغرب تعزيز الاستراتيجيات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ. هناك حاجة ملحة لتكثيف الجهود في مجالات تحسين إدارة الموارد المائية، وزيادة الوعي العام بالمخاطر المناخية، وتعزيز الابتكارات في الزراعة المستدامة.

 

تسلط أحداث سنة 2023 الضوء على أهمية اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة تحديات المناخ، مع ضرورة التعاون المحلي والدولي للتخفيف من تداعيات هذه التغيرات، من أجل ضمان مستقبل آمن ومستدام للمغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.