تحديات الضريبة في زمن الأزمات نحو حلول مهنية مستدامة

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

في خضم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مثل تلك التي فرضتها جائحة كورونا، تبرز قضية الضرائب كعامل رئيسي يحدد مصير العديد من المواطنين. بينما تسعى الحكومات لجمع الإيرادات اللازمة لدعم المشاريع والخدمات العامة، يتطلب الأمر موازنة دقيقة بين الحاجة إلى الإيرادات ورفاهية المواطنين.

 

خلال السنوات الماضية، شهدنا كيف أدت الزيادة الضريبية المفاجئة إلى تفاقم معاناة الطبقات الاجتماعية المتوسطة والضعيفة. إن فرض ضرائب مرتفعة في أوقات الازدهار قد يكون مقبولاً، ولكن في فترات الركود أو الأزمات، يمكن أن يصبح هذا الخيار قاسياً وغير عادل. فإذا استمر الضغط على المواطنين عبر سياسات ضريبية خانقة، فسيواجه المجتمع خطر تفك النسيج الاجتماعي واستفحال مشاعر الاستياء والسخط.

 

توفير الدعم والاستثمار كحلول بديلة:

إن الحلول المستدامة تتطلب تحريك عجلة الاستثمار ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تُعتبر العمود الفقري للاقتصادات المحلية. فتقديم دعم مالي حكومي، سواء عبر منح أو قروض ميسرة، يمكن أن يُسهم في الحفاظ على وظائف المواطنين وتعزيز النمو الاقتصادي.

 

علاوة على ذلك، يجب على الحكومات التفكير في كيفية تحسين كفاءة إنفاقها، بحيث يتم توجيه الموارد إلى القطاعات الأكثر حاجة. الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية لا يساعد فقط في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، بل يسهم أيضًا في بناء مجتمع أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

 

استراتيجيات مبتكرة للمالية العامة:

يجب التفكير في استراتيجيات جديدة لجمع الإيرادات دون الضغط المفرط على المواطنين. مثلاً، يمكن تحسين إدارة الضرائب عبر مكافحة التهرب الضريبي وفرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء، مما يضمن أن يتحمل من يملك القدرة أكبر عبء.

 

في النهاية، إن التحديات التي تواجه المواطنين تتطلب نهجًا متكاملًا، حيث تكون السياسات الاقتصادية والاجتماعية متسقة ومدروسة. إن فهم المشهد بشكل شامل يساعد في وضع استراتيجيات فعالة تضمن رفاهية المواطن وتحقق الاستقرار الاقتصادي في آن واحد. على الحكومات أن تدرك أن السياسة الضريبية ليست مجرد أرقام، بل تعكس قيم المجتمع والعدالة الاجتماعية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.