يبدو أن للخديوي إسماعيل، الحاكم الخامس لمصر الحديثة من أسرة محمد علي، حظا عاثرا مع المصريين فيما يخص تماثيله المنتشرة في شتى المدن المصرية، والتي طالتها عمليات “التجميل”.
منذ ما يقرب العام، تداول نشطاء موقع “فيسبوك” صورا لتمثال الخديوي إسماعيل في مدينة الإسماعيلية بعد طلائه باللون الأسود الداكن، وبعض أجزائه باللون الفضي.
وأثار طلاء التمثال على هذا النحو غضب النشطاء، لما اعتبروه تشويها بصريا للمدينة، واستهانة بالأعمال الفنية التي تزين ميادينها، وعبثا بتمثال الوالي، الذي سميت المدينة بـ “الإسماعيلية” تيمنا به في القرن التاسع عشر.
اليوم، يواجه تمثال الخديوي إسماعيل في الإسكندرية هذه المرة عملية “تجميل” من نوع آخر، حيث دهنت الأجهزة التنفيذية بحي وسط الإسكندرية التمثال باللون الأسود، دون الرجوع إلى وزارة الآثار، المنوط بها العمل على ترميم التمثال.
أثار ذلك أزمة، صرح على أثرها مدير عام منطقة الآثار الإسلامية بالإسكندرية، محمد متولي، بأن صبغ ورشّ التمثال باللون الأسود جاء مخالفا للطبيعة الأثرية للنصب، وأوضح أن المادة المستخدمة في طلائه مخالفة للتعليمات، وأن اللون الأصلي للتمثال هو اللون البرونزي المائل للون الأخضر، ما يجعل لونه يتلألأ مع ضوء الشمس.
وتابع المسؤول من وزارة الآثار: “تم نقل التمثال من دون قاعدته المتواجدة إلى الآن بميدان الجندي المجهول، حيث صنعت التمثال الجالية الإيطالية بالإسكندرية، ثم أهدته للمحافظة”.
وحول أعمال الترميم، أكّد متولي أنها تتم بمعرفة المتخصصين من وزارة الآثار، وليس متخصصي الفنون الجميلة، وأنه جار التنسيق مع المحافظة لإعادة ترميم التمثال وكشط طبقة الدهان الخاطئة، وإعادة اللون الأصلي بعد التكليف الرسمي من قبل المحافظة.
وكان حي بوسط الإسكندرية قد أعلن عن طلاء التمثال بحضور رئيس الحي، في إطار أعمال التطوير الجارية بالمشاركة المجتمعية بميدان الخديوي إسماعيل.
المصدر: وكالات