تقع منطقة تانديت، بلغة الاستعمار ضمن المغرب غير النافع، في الجنوب الشرقي من المغرب، تعتمد على الفلاحة بشكل كبير، ضمنها زراعة شجرة الزيتون التي تعتبر الرقم الصعب في اقتصاد المنطقة ككل، إذ ترتبط بها باقي الأعمال من تجارة وصناعة تقليدية وما إلى ذلك من حرف، أغلب سكانها يكدحون لتوفير القوت اليومي لمواجهة مشاق الحياة ومصاعبها، قليلون جدا هم من يوفرون حاجيات أبنائهم وبناتهم من أجل استمرارهم، وخلاصة القول أن الناس هنا تعاني في صمت وتعمل ليل نهار.
جماعة افريطيسة والمعاناة من نقص المياه
تعاني المنطقة نقصا مهولا في الفرشة المائية والتي تعود لعوامل عدة منها ما هو طبيعي، متمثل في غياب وعدم انتظام التساقطات المطرية، ومنها ما هو متعلق بالاستعمال العشوائي لهذه الفرشاة في غياب تام لأصحاب الاختصاص، مع الاكتفاء فقط بطلب رخص حفر الآبار من طرف السلطة المحلية ووكالة الحوض المائي ملوية.
وهنا يطرح سؤال عريض هل غياب الساقية باعتبارها الشريان الرئيسي للسقي هو راجع لأسباب طبيعية كما تحاول السلطات أن تقنع به الساكنة؟؟؟ أم أن الأمر راجع لاحتكار الفرشاة المائية والاستيلاء على نهر ملوية من طرف الإقطاعيين الكبار بميدلت والقصابي وميسور؟.
ووفق ما تم التوصل به فإن السلطات قامت، مؤخرا، بإطلاق كمية من ماء سد الحسن الثاني بميدلت عبر مجرى نهر واد ملوية، لكن لم يصل ل “اوطاط الحاج” حتى بفعل الاحتكار والعراقيل المنتهجة في ضرب سافر لحق أزيد من 80 ألف نسمة بين تانديت واوطاط الحاج.
معاناة من العطش وندرة المياه ترخي بضلالها على ساكنة جماعة افريطيسة مما يهدد اقتصاد المنطقة البسيط ويفتح المجال أمام ظواهر الهجرة الفردية والجماعية ويخلق أجواء مشحونة بالصراعات .
من يتحمل مسؤولية هاته الأوضاع؟
معاناة كارثية يرزح تحت وطأتها سكان تلك المناطق والتي تتحمل مسؤوليتها وزارة الفلاحة والمياه والغابات والداخلية والمجالس المنتخبة محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا.
فلا خطوات تم تنزيلها على الأرض لحل هاته المشاكل، حيث اكتفت السلطات بمشاهدة هاته المعاناة وضياع الأشجار والمحاصيل نتيجة غياب مياه السقي.
وضع يدفع الساكنة المتضررة والمغلوبة على أمرها للاحتجاج لتنبيه المسؤولين من أجل إيجاد حلول مرحلية واستراتيجية لمشكل الماء الذي تعاني منه المنطقة، دفاعا عن الوجود وعن الأرزاق التي تحتضر أمام أعينهم في ظل لا مسؤولية المسؤولين وغياب الحلول الواقعية لإيقاف نزيف هاته المعاناة وبتستر وصمت عن هاته المعاناة ممن وضعت فيهم الساكنة ثقتها فخانوا تلك الثقة ورسبوا في امتحان التمثيلية على الأرض .