أكدت دراسة بريطانية واسعة النطاق تخلص إلى أن النساء المُصابات بفيروس كورونا خلال فترة الولادة قد يتضاعف عندهن خطر إنجاب أجنة ميتة ومواليد سابقة لأوانها (أطفال خُدَّج) بالرغم من أن المخاطر الإجمالية تظل منخفضة.
ويقول علماء إنه بالرغم من أن معظم حالات الحمل لم تتضرر جراء هذا الموضوع، فإن النتائج التي خلصت لها الدراسة ينبغي أن تشجع النساء الحوامل على أخذ لقاح كورونا في أقرب وقت ممكن إذا كانت الشروط تنطبق عليهن.
وتدعى أغلبية النساء لأخذ اللقاحات عندما يتم ترخيصها لصالح الفئة العمرية الخاصة بهن.
ونُشِرت الدراسة في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والتوليد.
وخضعت جميع النساء إلى فحوص متعلقة بفيروس كورونا عندما أُدخِلن إلى المستشفيات بهدف الإنجاب سواء ظهرت عليهن أعراض الفيروس أم لا.
ووجدت الدراسة أن:
3527 حالة ثبتت إصابتهن المؤكدة بالفيروس.
ومن ضمن النساء الحوامل، نجد أن 30 من الأجنة تولد ميتة (حالات الموت التي تحدث بعد 24 أسبوعا على الحمل).
تشير حسابات العلماء إلى أن 5.8 في المئة من أصل كل ألف امرأة ممن ثبتت إصابتهن بالوباء ينجبن أجنة ميتة.
وتشير المقارنات إلى أن 3.4 من مجموع كل ألف امرأة أثبتت الفحوص عدم إصابتهن بالفيروس 12 في المئة من النساء ممن أثبتت الفحوص إصابتهن بالوباء ينجبن مواليد سابقة لأوانها (قبل استكمال 37 أسبوعا على الحمل).
من المعتاد أكثر فأكثر أن نجد أن النساء الحوامل اللاتي يعانين من وباء كوفيد-19 عند الإنجاب يكن أكثر شبابا ويأتين من خلفيات سوداء، أو آسيوية، أو أقليات عرقية أخرى.
ويقول باحثون إن المخاطر المرتبطة بزيادة مخاطر ولادة أجنة ميتة وسابقة لأوانها، بالإضافة إلى تفاقم فرص إجراء ولادة قيصرية، ظلت قائمة حتى بعد أخذ عوامل مثل عمر الأم والإثنية والخلفية الاجتماعية والاقتصادية والظروف الصحية الشائعة، في الاعتبار.
وتبين أن الأطفال المولودين لنساء ثبتت إصابتهن بالوباء، أكثر احتمالا للحاجة على نحو خاص إلى الخضوع للعناية المركزة الخاصة بحديثي الولاد، لأنهم ولدوا قبل الوقت وبالتالي يحتاجون إلى تلقي الدعم، ولم يصابوا بفيروس كورونا في حد ذاته.
وقالت البروفيسورة أسماء خليل، المشاركة في تأليف الدراسة، إنه من المهم بالنسبة إلى النساء والعاملين في مجال الرعاية الصحية إدراك المخاطر المحتملة.
وأضافت قائلة: “هذه الدراسة هي الأكبر على الإطلاق في إنجلترا لتوصيف نتائج الحمل عند النساء الحوامل اللاتي ثبتت إصابتهن بكوفيد-19 عند الإنجاب”.
وأردفت قائلة: “وبالرغم من أن الزيادات الإجمالية في وتيرة الأجنة المولودة ميتة والولادات المبكرة لا تزال منخفضة، فإن هذه الدراسة تظهر أن تلك المخاطر قد تزداد لدى النساء اللاتي أصبن بفيروس كورونا قريبا من موعد الولادة”.
ومضت قائلة: “يسلط هذا الأمر الضوء على أهمية لقاح كوفيد-19 عند النساء الحوامل؛ إنه يقلص المخاطر التي تواجه ليس فقط النساء، وإنما أطفالهن أيضا”.
واتفقت الدكتورة ماري روس-دايفي، من الكلية الملكية للقابلات، مع الرأي القائل إن التلقيح ضروري للحماية من الفيروس.
وأضافت قائلة: “بالرغم من أن تزايد مخاطر الأجنة المولودة ميتة أو المواليد المولودة قبل الأوان تظل منخفضة نسبيا حتى عندما تصاب النساء الحوامل بوباء كوفيد-19، فإن الرسالة المهمة هنا تتمثل في أن النساء الحوامل، مثلنا جميعا، ينبغي أن يواصلن أخذ الاحتياطات بهدف خفض فرص التقاط الفيروس. ويشمل هذا الاستمرار في الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وغسل اليدين وارتداء الكمامات”.