بقلم د. مبارك أجروض
يستمر Covid-19 في الانتشار حول العالم، ومعه يزداد التركيز على أهمية الحفاظ على صحتنا الجسدية والعقلية في ظل الأزمة الوبائية. ومن أكثر الطرق فعالية التي يمكنك من خلالها الحصول على فوائد جسدية وعقلية، هي المشي، حيث أنه يمكن أن يساعدنا على البقاء في حالة جيدة، ويساعدنا أيضا في التغلب على الملل وحتى المزاج السيئ.
ويعد المشي لمدة نصف ساعة فقط خمسة أيام في الأسبوع كافيا لتحقيق أهداف التمرين الأسبوعية الموصى بها، والتي تحدد أنه يجب على البالغين القيام بـ”150 دقيقة على الأقل من النشاط الرياضي المعتدل في الأسبوع”. وعلاوة على ذلك، فهو أيضا “نشاط سهل ومنخفض التأثير في متناول الجميع تقريبا”، كما يوضح تومبيون بلات، من المؤسسة الخيرية The Ramblers.
ويتابع بلات القول إنه “بغض النظر عن مستوى لياقتك، فإن المشي هو طريقة رائعة لبدء اللياقة البدنية”. ووجدت المؤسسة الخيرية، عندما جمعت الحقائق والبيانات حول مدى جودة المشي، أن “المشي بانتظام بأي سرعة” يمكن أن يفعل أشياء رائعة للصحة الجسدية، بما في ذلك كل شيء تحسين المرونة، وتعزيز نظام المناعة، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطان.. ومن هنا فأن المشي يعتبر أحد أكثر التمارين الرياضية شيوعاً وفائدة، إذ أنه يحافظ على الوزن الصحي ويحسن صحة الجسم بشكل عام، وفيما يلي أهم الآثار الإيجابية للمشي على صحة الإنسان:
* تحسين المزاج
يقول الخبراء، إن الذهاب في نزهة على الأقدام هو استراتيجية مفيدة تساعد على تحسين المزاج. تظهر الأبحاث أن 10 دقائق فقط من المشي يمكن أن ترفع معنوياتك. يمكن تضخيم التأثير بشكل أكبر إذا قمت بنزهة عبر بعض المساحات الخضراء.
وبحسب العديد من الأبحاث، فإن المشي المنتظم يغير نظامك العصبي كثيرًا لدرجة أنك تشهد انخفاضًا في الغضب والعدوانية، خاصةً عندما تكون في نزهة عبر بعض المساحات الخضراء، أو تحت أشعة الشمس.
* حرق السعرات الحرارية
مع استمرارك في المشي، قد تلاحظ أن بنطالك بدأ يتناسب أكثر مع القسم الأوسط من جسمك، حتى لو كان الرقم على الميزان لا يتحرك كثيرًا. هذا لأن المشي المنتظم يمكن أن يساعد في تقليل دهون البطن، ونتيجة لذلك، يحسن استجابة جسمك للأنسولين. ويوصي الخبراء، بعدد خطوات لا يقل عن 10000 خطوة يومياً.
ووفقاً لأرييل ياسيفولي، المدرب الشخصي في نوادي كرانش في مدينة نيويورك، فإن المشي اليومي يزيد من عملية التمثيل الغذائي عن طريق حرق السعرات الحرارية الزائدة ومنع فقدان العضلات، وهو أمر مهم بشكل خاص مع تقدمنا في السن.
* التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
يقول سكوت دانبرغ، مدير اللياقة البدنية في مركز “بريتكين لونجيفيتي” في ميامي: إن المشي يخفض مستويات السكر في الدم ويجنبنا خطر الإصابة بمرض السكري. وتظهر بعض الأبحاث أنه مقابل كل 1000 خطوة يومية تقوم بها، يمكنك خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 45 نقطة. هذا يعني أنه إذا قمت بتسجيل 10000 خطوة يوميًا، فمن المرجح أن يكون ضغط الدم الانقباضي أقل بمقدار 2.25 نقطة من شخص آخر يمشي فقط 5000 خطوة يوميًا.
كما وجدت دراسة نشرت في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية، أن الأشخاص الذين يمارسون المشي المنتظم، هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 30% مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون المشي بشكل منتظم.
* تخفيف آلام المفاصل
على عكس ما قد يعتقده الكثيرون، يمكن أن يساعد المشي في تحسين نطاق حركتك، لأن المشي يزيد من تدفق الدم إلى المناطق المتوترة ويساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل. تظهر الأبحاث أن المشي لمدة 10 دقائق على الأقل يوميًا، أو حوالي ساعة كل أسبوع، يمكن أن يقي من الإعاقة وآلام التهاب المفاصل لدى كبار السن.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2019 في المجلة الأمريكية للطب الوقائي على 1564 بالغًا أكبر من 49 عامًا يعانون من آلام المفاصل في الجزء السفلي من الجسم، أن الذين ساروا لمدة ساعة كل أسبوع كانوا أقل عرضة للإعاقة.
* تحفيز الجهاز الهضمي
يمكن أن يحسن روتين المشي المنتظم حركة الأمعاء بشكل كبير، كما تقول تارا إليشامي، أخصائية العلاج الطبيعي في مراكز علاج السرطان في أمريكا.
* تعزيز القدرات العقلية
خلال إحدى الدراسات، أظهرت فحوصات الدماغ للأشخاص الذين يمشون لمدة ساعة واحدة ثلاث مرات في الأسبوع أن مناطق صنع القرار في أدمغتهم تعمل بكفاءة أكبر من غيرهم.
ويظهر بحث آخر أنه عندما يقضي الأطفال 20 دقيقة في المشي على جهاز المشي، يتحسن أداؤهم في الاختبارات الأكاديمية. يعتقد الخبراء أن هذه الفوائد قد ترجع جزئيًا إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ الذي يحدث مع ممارسة الرياضة.
* تعزيز المقدرات الإبداعية
وفقًا لدراسة أجريت عام 2014 في مجلة علم النفس التجريبي والتعلم والذاكرة والإدراك، فإن الذهاب في نزهة يمكن أن يعزز الإبداع. يقول الدكتور جامبوليس: “أجرى الباحثون اختبارات التفكير الإبداعي على الأشخاص أثناء الجلوس وأثناء المشي ووجدوا أن الأشخاص يفكرون بشكل أكثر إبداعًا أثناء المشي”.