مثل “كرة ثلج متدحرجة” تستمر قضية “المساهمة المالية” التي اعتمدها مجلس جماعة الرباط لأجل دعم الصندوق رقم 126 الخاص بتدبير الآثار المترتبة على زلزال الحوز في إثارة مزيد من الجدل، فبعد اجتماع لفرق الأغلبية جاء تفاعُل فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة الرباط (معارضة) مع القضية ضمن “بلاغ موجَّه للرأي العام المحلي والوطني”.
فريق “البيجيدي” بجماعة الرباط أعلن، ضمن البلاغ الذي توصلت به هسبريس، أنه بعث “مراسلة إلى السيدة رئيسة الجماعة بشكل كتابي بتاريخ 9 فبراير الجاري، تم إيداعها بمكتب الضبط بالتاريخ نفسه مع إشعار بالتوصل تحت عدد: 1056″، مسجلا أنه طلَب ضمن المراسلة ذاتها “المعطيات المسطرية التي اعتمدتها لتحويل دعم الجماعة، بعد تأكيد مصالح الجماعة يوم 7 فبراير 2024 أن هذا التحويل تمّ بالفعل”.
وقال الفريق المعارض بمجلس العاصمة إن هذه المراسلة تندرج “في إطار المسؤولية الملقاة على عاتق أعضائه، التي يخوّلها لهم القانون لممارسة الرقابة على الأجهزة التنفيذية للجماعة”، مردفا: “في انتظار توصّلِنا بالمعطيات الكافية من السيدة الرئيسة بصفتها الآمرة بالصرف، والمسؤولة عن تنفيذ نفقات الميزانية، وتحصيل مداخيلها، فإن الفريق يحتفظ بإصدار المواقف المناسبة واتخاذ الإجراءات اللازمة، التي تنسجم مع قناعاته في احترام القوانين الجاري بها العمل، وفي حماية المال العام والتعاطي بشفافية مع التدبير المالي للجماعة”.
ويأتي هذا في “سياق مشحون” تعيشه جماعة العاصمة حول موضوع المساطر القانونية التي اعتُمدت من طرف العمدة باعتبارها الآمرة بالصرف لصرف “دعم مادي لفائدة صندوق الزلزال”. وبينما خرجت فرق الأغلبية بالجماعة لتؤكد بعد اجتماع طارئ نهاية الأسبوع أن “هذه العملية لم تتم وفق المساطر القانونية المعمول بها”، تتمسك جماعة العاصمة بتأكيد أنها ضخّت 10 ملايين درهم (مليار سنتيم) في الصندوق المذكور.
ويأتي تفاعل فريق “البيجيدي” بجماعة الرباط “علاقة بما أُثير مؤخرا في بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول مساهمة جماعة الرباط في الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على زلزال الحوز والتضامن مع ضحاياه بما مقداره مليار سنتيم”.
كما لم يفت الفريق ضمن البلاغ ذاته أن يجدد “دعمه المبدئي لأي مبادرة للتضامن مع ضحايا زلزال الحوز الذي ضرب بلادنا يوم 8 شتنبر 2023، من منطلق مرجعيتنا الإسلامية الحاثّة على التضامن، واستجابة لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، وتماشيا مع مبادئ المغاربة المتشبعين بقيم التآزر والتعاون والتعاضد”.