عندما نرى “الغزو” الروسي غير المبرر لاوكرانيا و”حملات التضليل” و”التلاعب بالمعلومات” الضخمة، من الضروري فصل الاكاذيب – التي تم اختراعها لتبرير ما لا يمكن تبريره – عن الحقائق.
الحقيقة هي أن روسيا، القوة النووية الكبرى، هاجمت وغزت دولة مجاورة مسالمة وديمقراطية، لم تشكل أي تهديد لها، ولم تستفزها، علاوة على ذلك، يهدد الرئيس “بوتين” بالانتقام من أي دولة أخرى قد تنقذ شعب أوكرانيا، لا مكان لهذا الاستخدام للقوة و الإكراه في القرن الحادي والعشرين.
ما يفعله “بوتين” ليس فقط انتهاكا جسيما للقانون الدولي، إنه انتهاك للمبادئ الأساسية للتعايش البشري، باختياره إعادة الحرب إلى أوروبا، نرى عودة “قانون الغاب “حيث تصنع القوة الحق. الهدف ليس أوكرانيا فقط، ولكن أمن اوروبا والنظام الدولي بأكمله القائم على القواعد، على أساس نظام الأمم المتحدة والقانون الدولي.
عدوانه يودي بحياة الأبرياء، و يسحق رغبة الناس في العيش بسلام، يتم قصف أهداف مدنية، الأمر الذي يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني، مما يجبر الناس على الفرار،نرى كارثة إنسانية تتطور .
لكن “بوتين كذب على وجوه كل من قابله”، متظاهرا بالاهتمام بالحل السلمي، بدلا من ذلك، اختار “غزوا” واسع النطاق، حربا كاملة الأركان.
يجب على روسيا ان توقف عملياتها العسكرية على الفور ، وأن تنسحب دون قيد أو شرط من كامل اراضي أوكرانيا، وينطبق الشيء نفسه على بيلاروس، التي يتعين عليها أن توقف على الفور مشاركتها في هذا العدوان وأن تحترم التزاماتها الدولية؛ ان الاتحاد الأوروبي متحد في تقديم دعمه القوي لاوكرانيا وشعبها، هذه مسألة حياة أو موت.
سيختار المجتمع الدولي الآن ردا على ذلك عزلة كاملة لروسيا، لمحاسبة “بوتين”على هذا العدوان، إنهم يفرضون عقوبات على من يمولون الحرب، ويعطلون النظام المصرفي الروسي وقدرته على الوصول إلى الاحتياطيات الدولية.
فرض الاتحاد الأوروبي وشركاؤه بالفعل عقوبات واسعة النطاق على روسيا تستهدف قادتها ونخبها والقطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الذي يديره “الكرملين “، الهدف ليس الحاق الاذى بالشعب الروسي، ولكن اضعاف قدرة “الكرملين” على تمويل هذه الحرب “الظالمة”.
عند القيام بذلك، هم متحالفون بشكل وثيق مع شركائهم وحلفائهم “الولايات المتحدة وكندا و المملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا و…”، كما نرى العديد من البلدان من جميع انحاء العالم تتجمع لحماية وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، بما في ذلك المملكة المتحدة.
نقف معا في الجانب الصحيح من التاريخ في مواجهة الهجوم الروسي المروع على دولة حرة وذات سيادة. لتبرير جرائمه، انخرط “الكرملين” وأنصاره في حملة “تضليل ضخمة” بدأت بالفعل منذ أسابيع، لقد رأينا وسائل الإعلام الحكومية الروسية ونظامها البيئي يروج الأكاذيب في شبكات التواصل الإجتماعي بهدف “الخداع والتلاعب”.
يطلق دعاة “الكرملين” على “الغزو” “عملية خاصة”، لكن هذا التعبير الملطف الساخر لا يمكن ان يخفي حقيقة أننا نشهد غزوا كاملا لأوكرانيا، بهدف سحق حريتها، وحكومتها الشرعية وهياكلها الديمقراطية؛ إن تسمية حكومة “كييف” ب “النازية الجديدة” و”الكراهية للروس” هو هراء: فجميع مظاهر النازية محظورة في أوكرانيا.
في أوكرانيا الحديثة، يعتبر مرشحو اليمين المتطرف ظاهرة هامشية مع حد أدنى من الدعم، دون تجاوز حاجز دخول البرلمان.
لم تقم الحكومة الأوكرانية بقطع “دونباس”، ولم تحظر استخدام اللغة والثقافة الروسية؛”دونيتسك” و “لوهانسك” ليسا جمهوريتين، فهما منطقتان اوكرانيتان تسيطر عليهما مجموعات”انفصالية” مسلحة تدعمها روسيا.
نحن نعلم هذا، والعديد من الروس يعرفون ذلك، كانت هناك احتجاجات شجاعة في مدن عبر روسيا منذ بدء الغزو، تطالب بوقف العدوان على دولة مجاورة مسالمة، نسمع أصواتهم ونقدر شجاعتهم في التحدث علانية، ونرى أيضا العديد من الشخصيات العامة البارزة في روسيا تحتج على هذا الغزو الأحمق.
في 25 فبراير، استخدمت روسيا فقط حق “النقض” ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن “العدوان” الروسي على اوكرانيا، مع امتناع الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت.
من جميع انحاء العالم، تدين الدول “الهجمات الروسية”، وفي الجمعية العامة يحتاج المجتمع الدولي بأسره الى توحيد قواه والمساعدة في إنهاء العدوان العسكري الروسي من خلال اعتماد قرار الأمم المتحدة ذي الصلة.
مع هذه الحرب على أوكرانيا، لن يعود العالم كما كان مرة أخرى، لقد حان الوقت الآن، أكثر من أي وقت مضى، لكي تتحد المجتمعات والتحالفات لبناء مستقبلنا على الثقة والعدالة والحري