بلاغ الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب الأجدر بالاعتقال… الفصول من 449 إلى 458 ومن 490 إلى 493 من القانون الجنائي
تابعنا في الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، كما هو الشأن بالنسبة للرأي العام الوطني خبر اعتقال كل من الصحفية هاجر الريسوني وطبيب نساء ومساعديه وأستاذ جامعي مقيم بالمغرب، وذلك يوم السبت 31 غشت 2019 بتهمة “الفساد” و”الإجهاض” و”المشاركة في الإجهاض “وتابعنا ما تلا ذلك من بلاغات وتصريحات وتوضيحات، أقل ما يقال عن معظمها أنها تكرس خرقا لحقوق الإنسان على رأسها المساس بحق الأفراد في حياة خاصة آمنة.
إننا، إذ نندد بما تعرضت له السيدة هاجر الربسوني من مس بكرامتها وإهانة لشخصها وتشهير بحياتها الخاصة ونعلن عن تضامننا معها ونطالب بإطلاق سراحها، وسراح باقي الأشخاص، نعتبر أن الترسانة التشريعية التي تحاكم بها هي الجديرة بالاعتقال، والحكم عليها “بالإعدام” باعتبارها ترجعنا إلى عهود مراقبة الأفراد في حركاتهم وسكناتهم، و التحكم في خصوصياتهم، وهي من سمات أزمنة العبودية.
وعليه، نذكر الحكومة والبرلمان وكذا الرأي العام بمطالبنا، التي رفعناها ودافعنا عنها خاصة منذ أن فتح ورش إصلاح التشريع الجنائي بخصوص:
- تحقيق العدالة الجنائية للنساء من خلال المراجعة الجذرية للقانون الجنائي، انسجاما مع روح ونص التزامات المغرب الدولية ومع دستور 2011 واستجابة للتحولات التي عرفها المغرب والحق في المواطنة الكاملة الضامنة للحريات الفردية للنساء والرجال على حد سواء، وعلى رأسها عدم تجريم العلاقات الرضائية بين راشدين؛ وذلك بحذف الفصول من 490 إلى 493.
- نقل مقتضيات الإجهاض من القانون الجنائي إلى مدونة الصحة وفق تصور مغاير ينسجم مع التوصيات منظمة الصحة العالمية حول الصحة الإنجابية التي دعت إلى مراجعة التشريعات التي تجرم الإجهاض وتعاقب عليه؛ وتوصية لجنة حقوق الطفل المقدمة للمغرب والإعلان المنبثق عن مؤتمر بيجين الذي أكد على تمتيع المرأة بحقوقها وتمكينها من حق القرار في حملها.
- الانكباب على المراجعة الشاملة لمشروع القانون 10.16 المتمم والمعدل للقانون الجنائي والمتدارس حاليا بالبرلمان، لاسيما ما يتعلق منه بالمواد الخاصة بالإجهاض والتي لا يمكن بشكلها الحالي أن تجيب على الإشكالات التي يطرحها الموضوع والتي كانت محط حوار وطني منذ أزيد من 4 سنوات، ولم تعرف بالرغم من طابعها الاستعجالي واعتبارها إشكالا صحيا بالدرجة الأولى، بالنظر للعدد المهول من حالات الإجهاض المسجلة بشكل يومي، طريقها بعد إلى الوجود علما أن العديد من مقتضيات القانون الجنائي على العكس من ذلك شملها التعديل.
إننا برفضنا للتهم، التي تدخل ضمن خانة “المس بنظام الأسرة والأخلاق العامة”، الموجهة للصحفية، والتي لا ننتظر تأكيدها أو دحضها، بل ما ننتظره أن تنتهي لعبة أن تصبح القوانين المجحفة مطية للزج بالأفراد في قفص اتهام لا سند لديه في المشروع المجتمعي الذي يتطلع إليه المغرب وذلك من خلال المراجعة الجذرية للترسانة القانونية وخاصة منها التشريع الجنائي بشكل يضمن حقوق وحريات الأفراد نساء ورجالا ويحظر التمييز الذي يطال النساء والوصاية على أجسادهن ويضمن الكرامة لجميع المواطنين والمواطنات.