تود كل أم أن تبني علاقة جيدة وقوية مع طفلها منذ نعومة أظافره، ولكن كثيرًا من الأمهات لا يعرفن من أين يبدأن، خاصة في ظل التغيرات الكثيرة التي تطرأ على حياتها بعد الولادة والانشغال برعاية الطفل وتلبية احتياجاته الأساسية.إليك بعض الخطوات لتقوية علاقتك بطفلك.
خطوات تقوية علاقة الأم بطفلها الرضيع
تعرفي على أسلوب طفلكِ في التواصل: لكل طفل أسلوبه الخاص في التواصل والتعبير عن رغباته، لكن هناك أيضًا إشارات مشتركة بين جميع الأطفال الرضع للتواصل، مثل حركة الشفاه عند الجوع، وانحناء الظهر عند الشعور بانتفاخ أو مغص، أو البكاء والصراخ لأسباب لا يستطيع التعبير عنها. وهنا يأتي دوركِ في اكتشاف السبب والتعامل معه سواء كان جائعًا أو يريد تغيير الحفاض أو يعاني من ألم في جسمه، فهو بصراخه يناديكِ لمساعدته، في البداية قد يكون الأمر صعبًا عليكِ، ولكن مع الوقت ستتمكنين من فهم طريقة طفلكِ في التعبير عن احتياجاته وتلبيتها ببراعة.
كوني مصدر أمانه وثقته:
مع كل مرة تفهمين فيها احتياجات طفلكِ وتلبينها له، يبدأ في الشعور بأنكِ مصدر الأمان الأساسي له في العالم. لذا عليكِ تغذية هذا الشعور وتوطيد ثقة طفلكِ بكِ عن طريق وجودكِ بجانبه وفهم احتياجاته وتلبيتها دون تأخير، مع تهيئة بيئة هادئة ومريحة له.
امنحيه علاقة أبوية مستقرة:
العلاقة بين الأبوين من أهم العوامل التي تؤثر في قدرة طفلك على التواصل وبناء علاقات إيجابية مع المحيطين به، احرصي على أن تكون علاقتكِ بأبيه إيجابية ومستقرة، وتجنبي الشجار معه أمامه، فحتى إن كان لا يستطيع فهم الكلام لكنه يتأثر بالنبرة الحادة ويشعر بتعابير الوجه. اتفقي مع زوجكِ على ذلك من أجل صحة طفلكما النفسية، وكذلك لكسب ثقته وليشعر بأن لديه أساسًا قويًّا وآمنًا يستطيع الاستناد إليه واكتشاف العالم من خلاله.
تواصلي معه باللمس والأحضان:
يعتقد كثير من الأمهات أن حملهن لأطفالهن واحتضانهم بشكل دائم يفسدهم، ولكن على العكس فهو مفيد لهم، إذ أثبتت الدراسات في العقود الأخيرة أن حصول الأطفال علي الدعم والاهتمام والدفء من أمهاتهم وآبائهم ينعكس بالإيجاب على نموهم الجسماني والعاطفي والعقلي. ويؤكد كثير من الخبراء أهمية تطبيق وضع الجلد للجلد بين الأم والطفل الرضيع خلال الفترة الأولى عقب الولادة، إذ يساعد على تقوية الروابط بينهما بشكل كبير.
أساس بناء علاقة قوية بين الأم والطفل
مع بداية رحلة الأمومة، وفي وسط انشغال الأم في رعاية طفلها وتلبية احتياجاته قد تغفل عن الاهتمام بنفسها، ما ينعكس سلبًا عليها وعلى طفلها أيضًا، فلا يمكن للأم الاستمرار في تقديم الدعم لمن حولها دون أن تحصل هي على قدر من الدعم وتجديد الطاقة والاسترخاء، لذا فإن أساس بناء علاقة جيدة مع طفلكِ، يبدأ من اهتمامكِ بنفسكِ وتلبية احتياجاتكِ أولًا، احرصي على تخصيص وقت خاص لكِ وسط تلك المسئوليات لممارسة أنشطتكِ المفضلة وتدليل نفسكِ ومنحها اهتمامًا فريدًا، حتى ولو لمدة نصف ساعة فقط يوميًّا، وتذكري أن هذا الوقت لا يقل أهمية عن جميع الأوقات الأخرى التي تبذلين فيها جهودكِ لرعاية أسرتكِ ومنزلكِ.