تواصل الحرائق التهام مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي والأملاك الزراعية للمواطنين في بعض المناطق من المملكة، فقد اندلع حريق مهول في ساعات مبكرة من صباح اليوم الخميس، بغابة “ملو أوغيلاس” بجماعة الصميعة دائرة تاهلة بإقليم تازة.
وتزامنا مع هذا الحريق، شهدت مدينة العرائش حريقا مهولا اندلع في غابة “لا يبيكا”، ما أدى إلى توقف حركة السير في اتجاه القنيطرة وأصيلة وطنجة، وسط محاولات لتطويق ألسنة النيران.
وفي القصر الكبير، تتواصل ألسنة النيران التهام غابات ومنازل ومواشي في دواوير جماعة بوجديان، لليوم الثاني على التوالي، وسط استمرار جهود وعمليات الإطفاء وإجلاء السكان إلى مناطق أكثر أمانا.
حريق تازة
وبحسب ما كشفه أحد أبناء جماعة صميعة بإقليم تازة، فإن الحريق الذي اندلع في الغابة، سرعان ما امتدت نيرانه إلى دواوير تعرف كثافة سكانية مهمة، وسط مخاوف من تدمير المنتزه الوطني لتازكا، أحد أهم المنتزهات الوطنية بالمغرب.
وأوضح المتحدث أن النيران وصلت إلى دواوير عين الرحى، بارباك، وسوق الشجرة، وتسببت في إحراق مجموعة من منازل السكان ومحاصيلهم الزراعية، إضافة إلى أشجار الزيتون ومساحات شاسعة من الغطاء الغابوي.
ووفق المصدر ذاته، فإن عناصر الدرك الملكي يواصلون عمليات إجلاء السكان عبر سيارات النقل المدرسي، إلى مناطق أكثر أمانا، مشيرا إلى أن الحرائق تسببت في انقطاع الكهرباء عن المنطقة بعدما امتدت النيران إلى أعمدة وأسلاك الكهرباء.
وبالرغم من جهود الإطفاء التي تقوم بها فرق الوقاية المدنية والسلطات المحلية والمياه والغابات والدرك الملكي والقوات المساعدة والقوات المسلحة، إلى جانب السكان المحليين، إلا أن النيران لا تزال تواصل انتشارها بفعل ارتفاع درجات الحراراة والرياح التي تشهدتها المنطقة.
وفي هذا الصدد، فإن التدخل التقليدي باستعمال العنصر البشري ليس كافيا أمام حجم الغابات الشاسعة بالمنطقة، خاصة في ظل الجفاف الذي تعرفه منابع المياه القروية وصعوبة الوصول إليها بسبب الحرائق.
وشدد المتحدث على أن الحل الوحيد المتبقي هو استعمال طائرات الإطفاء التي لم تصل بعد إلى المنطقة، بالرغم من نداءات الساكنة لتدخل الطائرات قبل اتساع رقعة الحريق، لافتا إلى أن متطوعين من تاهلة يقومون بعمليات إيصال الأغذية ومياه الشرب إلى المنطقة المتضررة.
حرائق العرائش-القصر الكبير
وفي إقليم العرائش، اندلع حريق مهول بغابة “لايبيكا” الشهيرة على أطراف المدينة، قبل أن تنتشر النيران بشكل سريع وتصل إلى الطريق الوطنية والطريق السيار اللتان تمران عبر العرائش.
وأفاد مصدر محلي بالعرائش، بأن الحريق الذي اندلع في مدشر مجلاو على الساحل الشمالي للعرائش، تسبب في توقف حركة السير على مستوى الطريق الوطنية والطريق السيارة، مشيرا إلى اقتراب النيران من الأحياء السكنية في المدينة.
وتحاول فرق الوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والقوات المساعدة والدرك الملكي والسلطات المحلية، إلى جانب السكان المحليين، تطويق الحريق ومنعه من الانتشار لمناطق أخرى.
وفي نفس الإقليم، أفاد مصدر محلي في اتصال، أن النيران التي اندلعت أمس الأربعاء بغابة العزيب بجماعة بوجديان، امتدت اليوم الخميس إلى عدد من الدواوير والمناطق المجاورة، ضمن ما يُعرف بمنطقة أهل سريف.
وأوضح المصدر أن ألسنة النيران تسببت في احتراق مجموعة من المواشي والمحاصيل الزراعية، وأتت على هكتارات من الغطاء الغابوي.
وكشف المتحدث أن مجموعة من منازل السكان المحليين احترقت بالكامل، إلى جانب احتراق مؤوناتهم، فيما تواصل السلطات والوقاية المدنية عمليات إجلاء السكان مخافة وقوع خسائر بشرية.
وبحسب المصدر ذاته، فإن النيران التهمت 4 دواوير وأتت على منازلها بشكل كامل، ويتعلق الأمر بدواوير سيدي بوخزار والعزيب التحتي والعزيب الفوقي وواجة، فيما احترق منزلان في مدشر بني اصفار.
كما وصلت ألسنة اللهب إلى مدشر عين قرار وتكاد تصل إلى مداشر العنصر واحميمون والحلية وسيدي يسف وأهل الماء والشعرة.
ووفق ذات المصدر، فإن تأخر وصول فرق الإطفاء أمس الأربعاء، ساهم، إلى جانب الرياح وارتفاع درجة الحرارة، في انتشار النيران بشكل سريع، قبل أن تتدخل طائرات الإطفاء هذا اليوم.