بعد أن تألق في المؤتمر الدولي للشرطة الدولية “أنتربول” بجنيف، عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، يبصم على حضور عربي قوي وريادة أمنية واضحة، والتعبير عن قدرة المغرب على احتضان التظاهرات الدولية الكبرى، وخصوصا تلك التجمعات ذات الحساسية الكبيرة مثل المؤتمر السابع والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب.
في طنجة كان اللقاء التاريخي، حيث انطلقت أمس الأربعاء فعاليات وأشغال المؤتمر 47 لقادة الشرطة والأمن العرب، بحضور الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالإضافة إلى رؤساء أجهزة الشرطة والأمن في عشرين دولة عربية وست منظمات دولية وإقليمية.
المغرب البلد الذي ربط علاقات على أساس التعاون بلا صراعات هامشية، كان حريصا على حضور جميع الدول العربية إلا من أبى، ومن أبى كان صوتا نشازا في هذه الجغرافية.
وشكلت طنجة محطة مهمة لعقد هذا المؤتمر الكبير، باعتبارها المدينة، التي شكلت على مر التاريخ قبلة آمنة للتآزر والتلاقح بين مختلف الحضارات والثقافات والشعوب.
ويعتبر المغرب من الدول التي استطاعت أن ترسم لنفسها خطا أمنيا واضحا، يتصدى للتحديات الأمنية المستجدة في المنطقة العربية، في وقت تزايدت فيه المخاطر الكبرى التي تطرحها التنظيمات الإرهابية خصوصا في العمق الإفريقي.
عبد اللطيف حموشي، رجل الأمن الأول في المغرب وذو الخبرة العالية، أبرز خلال المؤتمر، أن التحديات التي أفرزتها العمليات الإجرامية باستخدام الأنظمة المعلوماتية، خصوصا فيما يتعلق بالاستقطاب السريع من طرف التنظيمات الإرهابية، وكذا ارتكاب جرائم الابتزاز والقرصنة والمس بنظم أمن المعلومات، أصبحت تطرح على الجميع المسارعة للتعاون وإيجاد الحلول.
القدرات الأمنية المغربية والخبرات التي اكتسبها قدمها حموشي للأشقاء العرب عبر شريط فيديو، للتعريف بالقوات الأمنية المغربية، مبرزا مظاهر التطور والتحديث التي تشهدها المملكة المغربية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. هذا الشريط هو الذي قدمته المديرية العامة للأمن الوطني نهاية الأسبوع المنصرم بفيينا بالنمسا، ونالت به شرف احتضان الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة لمنظمة “الأنتربول” في سنة 2025.
اختيار المغرب لاحتضان مؤتمر قادة الشرطة والأمن المغاربة له دلالات مهمة تتعلق بكون المغرب اكتسب خبرات كبيرة في المجال الأمني وأصبح قادرا على تقديم الدروس للآخرين، وسبق لجامعة نايف للعلوم الأمنية، التابعة لمؤتمر وزراء الداخلية العرب، ان اختارت المدير العام للأمن الوطني ضمن أمانتها، وهو تتويج آخر باعتبار أن المغرب لديه ما يقدمه من حيث التكوين الشرطي في ظل التحديات الأمنية. وقد تم تتويج هذا المسار باختيار المغرب لاحتضان المؤتمر العام للشرطة الدولية سنة 2025.