برامج رمضان بين رهان احترام المهنية وجلب المستمعين

مجلة أصوات

بحلول شهر رمضان المبارك، تكتسي شبكة البرامج في معظم المحطات الإذاعية حلة جديدة بما يتناسب مع البعد الروحي لهذا الشهر المبارك وخصوصياته، حيث يحرص القائمون على هذه البرمجة، بغاية استقطاب أكبر نسبة استماع، على الاستجابة لانتظارات المستمعين على اختلاف أعمارهم وأذواقهم واهتماماتهم.

 

 

 

 

 

 ويواجه المهنيون في القطاع تحديا مزدوجا يتمثل في احترام المهنية والسهر على تطبيق أخلاقيات المهنة المؤطرة للعمل الصحفي من جهة، ومن جهة أخرى إرضاء أذواق المتلقين، خاصة منهم عشاق الإذاعة، الذين يقبلون أكثر، خلال هذا الشهر الكريم، على البرامج الدينية، وكذا الترفيهية.

 

 

 

 

 

 

   وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ والباحث في التواصل السمعي البصري والرقمي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد الصمد مطيع، أن المهنيين في القطاع يجدون أنفسهم أمام رهان احترام عدد من الضوابط والمعايير المهنية التي تحترم خصوصية الإذاعة عن باقي الوسائل الأخرى، مع مراعاة انتظارات وتطلعات المتلقين.

 

 

 

 

 

   وشدد الباحث، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على ضرورة الالتزام بتنويع المحتوى وتقديمه بشكل متناسب وجذاب لجميع الفئات العمرية، لافتا إلى أنه بإمكان الإذاعات، خلال رمضان، إدراج مجموعة من البرامج الثقافية والفنية، والحوارات الاجتماعية التي تهم القضايا المعاصرة، وخلق مساحة أوسع للتعبير والإبداع الشبابي، بالإضافة إلى المواضيع التقليدية المرتبطة بشعيرة الصيام.

 

 

 

 

   وسجل الباحث أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح يساهم بشكل كبير في تحسين البرمجة الإذاعية، حيث تمكن من الاطلاع على ردود أفعال المستمعين وتقييمهم للشبكة المقدمة، وبالتالي، العمل على تجويدها، مضيفا أن نجاح الإذاعات الوطنية في إرضاء رغبات وتطلعات كافة شرائح المجتمع خلال الشهر الفضيل يرتبط بعدة عوامل، تتعلق بعنصر التنوع في البرمجة، والتعامل معه بحذر لضمان الجودة وتلبية تطلعات المستمعين من جميع الفئات العمرية.

 

 

 

 

   وبخصوص مراقبة الجودة والمهنية، قال الباحث إن “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تضطلع بدور هام في مراقبة هذه البرامج وضمان الالتزام بالمعايير المحددة”، مؤكدا على ضرورة وضع معايير وإرشادات واضحة للإذاعات لضمان تقديم برامج متوازنة ومتنوعة، وذات جودة خلال شهر رمضان.

 

 

 

 

 

   على صعيد آخر، قال الباحث في الإعلام السمعي البصري والإعلامي في أحد الإذاعات الخاصة، سعيد العومري، إنه من الملاحظ من خلال تحليل مجموعة من شبكات البرامج الرمضانية للإذاعات الخاصة، اعتمادها بشكل عام على التنوع والتكثيف في الفقرات والبرامج، لتحقيق الإشباع لدى المتلقي، مضيفا أن المحتوى الديني يهيمن على شبكة البرامج طيلة أيام الشهر الكريم.

 

 

 

 

 

   وأبرز العومري، في تصريح مماثل، أن نسب الاستماع ترتفع خلال شهر رمضان، حسب نتائج القياس التي تنجزها مؤسسة “راديو ميتري”، وهو ما يبرز تزايد إقبال المتلقين على الإذاعات الخاصة، الذين أصبحوا يلجأون إلى الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أكثر من المذياع، وذلك وفق دراسة علمية أنجزها الباحث.

 

 

 

 

   من جهتها، أكدت المخرجة والمنشطة في إحدى الإذاعات الخاصة، غزلان سطي، في تصريح للوكالة، أن الاستعداد للبرمجة في شهر رمضان تتم عبر عقد مجموعة من اجتماعات التحرير لتقييم البرامج التي تم بثها في السنة الفارطة، والتعرف أيضا على مقترحات الزملاء الصحفيين والمنشطين بخصوص الموسم الجديد.

 

 

 

 

   وفي ما يخص المعايير التي يتم الاعتماد عليها في اختيار البرامج خلال هذا الشهر الفضيل، أوضحت السيدة سطي أنه يتم البحث عن مواضيع القرب التي تمس المستمع بالدرجة الأولى، مثل التغذية والصحة خلال رمضان، والطبخ، إضافة إلى البرامج الأخرى الصباحية ذات الطابع الترفيهي.

 

 

 

 

 

   وأضافت المتحدثة أن اختيار المتدخلين الذين تتم استضافتهم خلال حلقات البرامج “يتعين أن يتماشى مع المواضيع المطروحة، والتخصصات في مجال أو إطار معين، وذلك حرصا على المصداقية، وأيضا تحقيق الاستفادة عند المتلقي”.

 

 

 

 

   وقالت، في السياق ذاته، “أنجزنا مجموعة من الإنتاجات الإذاعية استعدادا لشهر رمضان، منها عدد من الكبسولات، سواء توعوية أو صحية أو دينية، باعتبار أن هذا الشهر الفضيل يطبعه جو روحاني خاص”، مضيفة “نحاول أن نكون خير أنيس للمستمع الصائم، سواء في البيت أو مقر العمل أو السيارة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.