عبد المجيد رشيدي
يعتبر الفنان ياسين الشرقاوي، أحد أهم رواد الفن التشكيلي المغربي المعاصر، تنوعت مواضيع أعماله الجميلة إلى أن رست موهبته في الفن التجريدي التعبيري، حيث قدم سلسلة أعمال وظف فيها أسلوبا حديثا تجلى فيها ذلك التوازن بين الشكل واللون، كما أضاف إيقاعا للوحاته التي أبحرت في عالم التجريد بشكل كامل لتعطينا رسومات عن الطبيعة في غاية الروعة.
عَبَر الفنان ياسين الشرقاوي، قطار الحياة منذ الطفولة حاملا ريشته وألوانه لحضور الورشات الفنية المختلفة يستلهم الجديد من دنيا الفن التشكيلي تأثرا بالذات التواقة للإبداع شغفا بما يلائم مشاعره وأحاسيسه على لوحاته معتكفا على دراسة المدارس الفنية عبر الأزمنة، مرورا بجميع المدارس، وصولا إلى عالم التجريد المطلق من خلال ألوان وخطوط معبرة عن أفكاره وثقافته ومشاعره، إذ لا يأتي كل ما نراه في أعماله من فراغ، بل من ثقافة وجهد ودراسة واستعانة بأساتذة كبار في الفن التشكيلي، حيث أعطى للمتلقي ما يستحقه ومنحه فرصة لتفسير العمل كما يراه هو بنظرته الخاصة.
توغل الفنان ياسين الشرقاوي، في الكتل الفنية مستندا على ما بدواخله من مشاعر وطاقات مدفونة ليعيد تشكيلها بأسلوب منفرد على لوحاته، ليتفاعل معها المشاهد من خلال الألوان المختلفة بما فيها الألوان القاتمة التي يعتمد عليها كثيرا، إضافة إلى الإبداع التشكيلي الرائع في تكوين لوحاته، فأعمال الفنان الشرقاوي تم عرضها في مجموعة من المعارض الجماعية والفردية، حيث لاقت استحسانا كبيرا من طرف الجمهور والمتتبعين.
كلما تأملت رسومات الفنان ياسين الشرقاوي، يتبادر إلى نفسك سؤال ما مدى جوهر هذه الألوان التي توقظ فينا مشاعر الحب والسعادة إلى كل ما هو جميل في الدنيا؟.. رسومات راهن فيها الفنان على بلاغة التكوين الذاتي والارتقاء والتنوع، ليعطينا لوحات إبداعية تسر الناظرين وتجعلهم يبحرون في عالم الفن والإبداع الجميل.
هكذا يستمر الفنان ياسين الشرقاوي، في العطاء ويخوض أغوار الرسم ويستمتع بكل لحظة يعيشها مع عمله للبحث عن نقلة أخرى في نطاق بصمته التي عُرفَ بها، وبالتأكيد ستكون هناك نقلات أخرى الأيام كفيلة بها لتظهر على سطح الساحة التشكيلية الوطنية والدولية وبقناعة تامة، فهو لن يقدم شيئاً غير مقتنع به، كما ستبقى أعماله تستند إلى روح الفن الجميل وشاهدة على كفاءته كمبدع في الفنون التشكيلية.
الجدير بالذكر، أن الفنان التشكيلي المغربي ياسين الشرقاوي، من مواليد مدينة سلا، أستاذ مادة الفنون التشكيلية، ومؤطر تربوي لمجموعة من جمعيات المجتمع المدني، شارك في عدة معارض وطنية ودولية، حاز فيها على مجموعة من الشواهد التقديرية، كما نظم معارض فردية مختلفة.