في تجربة غنائية غير معتادة، قدم المطرب عبد الرحمن رشدي إجابات عن أسئلة وجودية عن الحياة والقدر والإيمان عبر 10 أغنيات ضمها في ألبومه الأول “الأسئلة”.
الرزق والنفس والحب والرب والناس، كلها مسميات لتساؤلات وجودية يطرحها كل شخص في حياته، ساعيًا وراء مغزى لاستمراريتها، ومغزى للرضا بالحال والصراع مع الطموح والنظر لرزق الغير، مع البحث دومًا عن الحب، والخوف من تلون “وشوش” الناس وطباعهم، مع الإيمان في وجود الخالق، تساؤلات طبيعية تدور في فلك واحد، دار بفلكها المطرب عبد الرحمن رشدي خلال تلخيص كل تساؤل منهم في شكل أغنية تحمل طابع موسيقي مختلف وكلمات تجسد معاني “الأسئلة الوجودية” بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن من منظور غنائي غير معتاد في طبيعة الأغاني المتواجدة على الساحة.
من هذا المنطلق، أطلق عبد الرحمن رشدي أول ألبوماته، واختار له اسمًا مباشرًا يعبر عن فحوى أغانيه وهو “الأسئلة”، حيث يقدم خلال الأغنية الرئيسية ثلاثة تساؤلات وجودية رئيسية، يجيب عليها في 10 أغنيات متتابعة، بين “النصيب والقدر” في أغنية “الرزق” والإيمان بالخالق في أغنية “نشكي لمين”، والتشكيك في النفس ومغزى الحياة في أغنية “فصام” وحتى الحب وتلعبك المشاعر في أغنية لو تقبلي”.
توليفة غنائية و”موضوعية” مغايرة قدمها رشدي في ألبوم غنائي ضم في جعبته ثلاثة ديوهات مختلفة، تعاون في كل أغنية من الثلاثة مع “صوت مميز” يمثل لون موسيقي معين وقاعدة جماهيرية مختلفة، بين ملكوت الأغنية الشعبية مع محمود الليثي وبين جماهيرية كايروكي مع أمير عيد والحالة الغنائية الاستثنائية لأحمد كامل، مقدمًا الأغنيات العشر في الألبوم في شكل مصور، عبر تجربة سمعية وبصرية عطف على العمل عليها لما يزيد عن سنتين ونصف.
“الألبوم كل أغانيه مرتبطة ببعض، وكل أغنية بتجاوب على تساؤل وجودي معين”.. هكذا لخص عبد الرحمن رشدي فكرة ألبوم “الأسئلة”، والذي انشغل في تحضير أغنياته لقرابة 26 شهرًا، حتى استقر في النهاية على 10 أغنيات، بينها تسع أغاني تجيب على “أسئلة” الأغنية الرئيسية، وتحمل كل منها “تيمة” موسيقية مختلفة وتخاطب “مذاق سمعي” مغاير للجمهور، بين المقسوم والشعبي والإلكترونيك والبوب والعاطفي.
تمكن عبد الرحمن رشدي من تغيير جلده الغنائي تمامًا في ألبومه الأول، فخرج من شرنقة “التيمة الصوفية” والأغاني الروحانية التي عرف بها في بداياته، مثل أغنيات “في الملكوت” و”يا روح”، وأعاد اكتشاف مسارات صوته ومغارات موسيقية جديدة بمشاركة الموزع الموسيقي معتز ماضي الذي تولى المهمة الموسيقية في جميع أغنيات الألبوم، ليتحرر من التقيد في لون غنائي واحد مقدمًا قرابة 10 ألوان مختلفة في “الأسئلة” مع حرصها على الدوران في فلك تقديم “ألبوم هادف” وليس مجرد “أغاني وخلاص” على حد قوله، حيث يلعب الألبوم على وتر حساس في موضوعاته، مجيبًا على تساؤلات “احنا عايشين ليه” بشكل عام بعشر إجابات.
وتغنى عبد الرحمن رشدي خلال “الأسئلة” بكلمات الشاعرة نور عبد الله التي تولت كتابة أغالبة الأغاني بينما لحن رشدي معظمها بنفسه وكتب ثلاث أغنيات، بينما تولى شريف مصطفى تلحين أغنية “فصام” وقام خالد عصام بتحلين أغنية “نشكي لمين” وشارك في كتابتها مع أحمد كامل، في حين شارك مهندس الصوت محمد صقر في مكس وماسترينج الألبوم، وتم إخرج وتصوير جميع أغنياته مع كوكاينا، بينما أنتجه جاما ميوزيك وإم إس برودكشن، في حين ساهمت “كاروسيل” في مهمة الإنتاج التنفيذي للمشروع.