تعيش أوساط اليمين المحافظ في الولايات المتحدة على وقع أزمة داخلية حادة، بعد أن دافع رئيس مؤسسة هيريتدج، كيفن روبرتس، عن الإعلامي تاكر كارلسون إثر مقابلته المثيرة للجدل مع القومي الأبيض نيك فوينتس، المعروف بمواقفه المتطرفة وانتقاده الحاد للدعم الأمريكي لإسرائيل.
روبرتس قال إن “المسيحيين يمكنهم انتقاد دولة إسرائيل دون أن يُتهموا بمعاداة السامية”، مؤكدًا أن “المحافظين لا ينبغي أن يشعروا بأي التزام بدعم حكومات أجنبية عندما لا يخدم ذلك المصالح الأمريكية”، في إشارة واضحة إلى إسرائيل.
هذه التصريحات كانت كافية لتفجّر خلافًا واسعًا داخل المعسكر الجمهوري المحافظ، حيث سارع قادة بارزون مثل ميتش ماكونيل وتيد كروز إلى مهاجمة روبرتس بشدة. وقال كروز في مؤتمر بلاس فيغاس: “من يجلس مع شخص يمتدح هتلر ولا يردّ عليه، فهو شريك في الشر”.
من جهته، حاول رئيس هيريتدج امتصاص الغضب بإصدار بيان لاحق أدان فيه “معاداة السامية الصريحة” لدى فوينتس، لكنه تمسّك برفضه لما وصفه بـ“ثقافة الإلغاء”، مؤكدًا أن الحوار المفتوح حول السياسة الخارجية الأمريكية “حق مشروع داخل المعسكر المحافظ”.
في المقابل، وجد روبرتس دعمًا من رموز تيار “أمريكا أولًا” مثل ستيف بانون وعدد من المفكرين القريبين من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذين اعتبروا أن “إعادة تقييم الدعم الأمريكي لإسرائيل لا تعني معاداة اليهود، بل تعبيرًا عن أولوية المصلحة الوطنية الأمريكية”.
وتعكس هذه الأزمة تصاعد الانقسام داخل اليمين الأمريكي بين جناح تقليدي محافظ يرى في دعم إسرائيل التزامًا استراتيجيًا وأخلاقيًا، وآخر شعبوي صاعد يطالب بربط هذا الدعم بالمصالح الأمريكية المباشرة.
الجدير بالذكر أن مؤسسة هيريتدج نفسها كانت قد نشرت في مارس الماضي تقريرًا غير مسبوق، دعا إلى تقليص المساعدات العسكرية لإسرائيل تدريجيًا خلال العقدين المقبلين، في تحول لافت عن مواقفها التاريخية التي كانت تمثل أحد أعمدة التحالف الأمريكي المحافظ الداعم لإسرائيل.