انعقدت، يوم الثلاثاء بالداخلة، المحطة الثامنة من المناظرة الجهوية حول المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بهدف بلورة توصيات وتصورات تمكن من إرساء جامعة مغربية مستدامة ومتجددة.
وتندرج هذه المناظرة الجهوية، المنظمة تحت شعار “معا، من أجل نموذج جديد للجامعة المغربية”، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، في إطار بلورة وتنزيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومن أجل التأسيس للإدماج الاجتماعي والاقتصادي والكفاءة والتميز الأكاديمي.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، أن العمل على تحقيق أهداف المناظرة الجهوية حول المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، يقتضي الإنصات لكل الهيئات والفعاليات والانفتاح على كل الكفاءات لضمان إصلاح يحظى بإجماع كل الفئات المجتمعية.
وأضاف السيد بنعمر أن إصلاح وتطوير التعليم العالي ينبغي أن يحتضن جميع التصورات الكفيلة بوضع مخطط وطني يساير تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في أفق خلق نموذج جديد للجامعة المغربية.
من جانبه، سلط رئيس المجلس الجهوي، الخطاط ينجا، الضوء على الشراكات التي تجمع بين مجلس الجهة والجامعة ومساهمتها في الارتقاء بالتعليم العالي بالجهة، معربا عن استعداد مجلس الجهة للمساهمة الفعالة في دعم هذا المشروع الكبير لبلورة نظام للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يستجيب لتطلعات أبناء هذه الجهة الواعدة.
وأوضح السيد ينجا أن تدخلات مجلس الجهة للنهوض بقطاع التعليم العالي على صعيد الجهة همت إبرام اتفاقية شراكة مع جامعة ابن زهر لبناء وتجهيز المدرسة العليا للتكنولوجيا بالداخلة (50 مليون درهم)، منها 12 مليون درهم للجهة، واتفاقيتين مع المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة بكلفة إجمالية قدرها 5 ملايين درهم تضمنت عدة برامج ومشاريع.
من جهته، أكد رئيس جامعة ابن زهر بأكادير، عبد العزيز بنضو، أن الجامعة لا تدخر جهدا من أجل بلوغ الأهداف المسطرة لتقديم عرض جامعي متنوع ومواكب للتنمية الجهوية يتماشى مع حاجيات المحيط السوسيو اقتصادي ودعم الإنتاج العلمي والابتكار، من خلال تحفيز التميز والاستحقاق وكذا تعزيز التعاون الجهوي والوطني والدولي، لتثمين البحث العلمي والابتكار بالجهة.
وأضاف السيد بنضو أن أهمية هذه المناظرة تكمن في إشراك كل المكونات والفاعلين المتدخلين في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذين يساهمون في خلق جامعة مواطنة تضطلع بدور فعال في مسار الإصلاح والتنمية والتطور الذي يتيح مأسسة تحول نوعي في مسار مخطط وطني لتسريع منظومة التعليم العالي.
وجرى حفل افتتاح المناظرة، كذلك، بحضور رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة إدريس الكراوي، ورؤساء عدد من الجامعات المغربية، والقناصل والقناصل العامين المعتمدين بالداخلة، ومنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، وعدد من الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين وممثلي جمعيات المجتمع المدني، وأساتذة باحثين.
وتمت برمجة أربع موائد مستديرة ضمن برنامج هذه المناظرة الجهوية، من أجل تعزيز التبادلات بين مختلف الفاعلين المعنيين حول مواضيع تهم “التنمية الجهوية”، و”الاندماج الاقتصادي”، و”الاندماج الاجتماعي”، و”التميز الأكاديمي والعلمي”.
كما تم، بهذه المناسبة، التوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة بين جامعة ابن زهر ومختلف الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني وست جامعات مغربية، بهدف تعزيز دور الجامعة كقاطرة للتنمية الجهوية، تغطي العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك (التكوين والبحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا).
وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم، على إثر المناظرات الجهوية، إعداد تقرير تركيبي عام يتضمن التوصيات الرئيسية المنبثقة عن الجلسات التشاورية مع كافة الأطراف، على أن يعرض هذا التقرير للمداولة والنقاش خلال المناظرة الوطنية.