انعقاد أشغال الجمعية العامة الـ 18 لبرلمان البحر الأبيض المتوسط ببراغا البرتغالية

مجلة أصوات

افتتحت، اليوم الأربعاء، أشغال الجمعية العامة الـ 18 لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، وذلك برئاسة رئيس مجلس المستشارين، السيد النعم ميارة، بصفته رئيسا لهذه المنظمة البرلمانية الإقليمية.

وتتناول هذه الدورة، التي تنعقد في سياق إقليمي مطبوع برهانات وتحديات متعددة الأبعاد، مواضيع وقضايا ذات راهنية، من خلال التوصيات والقرارات المعدة في إطار اللجن الدائمة المتخصصة ببرلمان البحر الأبيض المتوسط، لاسيما بشأن قضايا الهجرة والأمن والإرهاب والاتجار بالبشر، والتحول الاقتصادي والصناعي والطاقي، والتغيرات المناخية، والرقمنة والذكاء الاصطناعي.

 

وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز السيد ميارة، التحديات “الوجودية” التي يواجهها عالم اليوم، منبها إلى أن المجتمع الدولي “أصبح أكثر تشرذما وانقساما من أي وقت مضى خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية”.

 

وتوقف السيد ميارة في هذا السياق، عند الأوضاع  القائمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مشيرا على وجه الخصوص إلى “فقدان  عشرات الآلاف من المدنيين أرواحهم خلال الثمانية أشهر الماضية بالشرق الأوسط”، فضلا عن العدد المتزايد من الضحايا في شرق أوروبا، إلى جانب ضحايا الكوارث الطبيعية في كل من المغرب وإيطاليا وليبيا والإمارات العربية المتحدة وتركيا وغيرها.

 

وأشار السيد ميارة، خلال هذا الحدث، الذي عرف مشاركة برلمانيين وممثلين عن الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والباحثين وممثلي القطاع الخاص، إلى أنه في هذا السياق يأتي موضوع جائزة برلمان البحر الأبيض المتوسط لعام 2024 المخصصة للأشخاص والمنظمات التي تعمل على تعبئة وتقديم المساعدة الإنسانية أثناء الكوارث الطبيعية أو الكوارث “التي هي من صنع الإنسان”، معربا عن اعتزازه “بانخراط بلدان منطقة برلمان البحر الأبيض المتوسط بشكل كبير في مساعدة السكان المدنيين في حالات الحرب والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم”.

 

وتميز حفل افتتاح هذه الدورة، التي تتواصل أشغالها، غدا الخميس، بالكلمات التي ألقاها كل من رئيس الجمهورية البرتغالية، مارسيلو ريبيلو ذا سوزا، ورئيس الجمعية الوطنية الجمهورية (البرلمان)، جوزي بيدرو أكيار برانكو، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، حيث شددوا على ضرورة تكاثف الجهود البرلمانية لدول منطقة البحر الأبيض المتوسط من أجل مواجهة التحديات متعددة الأبعاد التي تواجه المنطقة في سياق إقليمي ودولي مطبوع برهانات تحقيق التنمية المستدامة والتحول الاقتصادي والصناعي والطاقي، ومواجهة التغيرات المناخية، إضافة لقضايا الهجرة والأمن والإرهاب والاتجار بالبشر.

 

ويشارك في هذه الدورة وفد عن البرلمان المغربي يضم كلا من عبد القادر الكيحل، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، ومولاي ادريس العلوي، عضو الفريق الحركي، والنائب محمد حويط، عضو فريق التجمع الوطني للأحرار، والنائبة فدوى محسن الحياني، عضو الفريق الحركي، والأسد الزروالي، الأمين العام لمجلس المستشارين، وسعد غازي، مدير العلاقات الخارجية والتواصل.

 

وتندرج هذه المشاركة  في إطار مواصلة تعزيز انخراط مجلس المستشارين في أعمال برلمان البحر الأبيض المتوسط منذ تأسيسه وتقوية حضوره في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، خدمة للمصالح العليا للمملكة وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية، وإبراز مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 

كما تأتي هذه المشاركة من أجل مواصلة ترسيخ المكانة التي توليها المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك، لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وكذا تعزيز الحوار والتفاهم بين بلدان المتوسط ومد جسور التعاون مع دول منطقة الخليج، بما يخدم السلام والاستقرار والتعايش والتنمية والازدهار لشعوب المنطقتين.

 

ويعتبر برلمان البحر الأبيض المتوسط منظمة دولية تأسست سنة 2005 وتضم 34 برلمانا عضوا من المنطقة الأورو-متوسطية والخليجية. ويتمثل الهدف الرئيسي الذي تسعى إلى بلوغه، في تحقيق دبلوماسية برلمانية فاعلة على المستويين الإقليمي والدولي ونسج تعاون سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي بين الدول الأعضاء، من أجل إيجاد حلول مشتركة للتحديات متعددة الأبعاد التي تواجهها المنطقة الأورو-متوسطية ودول الخليج، وخلق منصة للحوار والتعايش والتنمية المشتركة والسلام والرخاء لشعوبها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.