انطلاق فعاليات الدورة السابعة لمهرجان موسيقى أنغام كناوة بمراكش

عبد اللطيف سحنون

 

احتضن أسوار المسرح الملكي بالمدينة الحمراء فعاليات الدورة السابعة لمهرجان موسيقى أنغام كناوة، بمشاركة عدد من الشباب الذين يسعون إلى تطوير مواهبهم في هذا المجال، والحفاظ على التراث الثقافي العريق للمغرب، البلد الغني بتنوعه وتعدد روافده الثقافية.

بمبادرة من جمعية (مغربنا للتنمية والثقافة)، تحفيز الأجيال الصاعدة وتشجيعها على الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والفني، بالإضافة إلى تكريم ثلة من رواد هذا الفن.

 

وتميز اليوم الأول من هذا المهرجان، بتنظيم مسابقة بفضاء المسرح الملكي، بين الفرق الشابة المشاركة، لإبراز مدى إتقانها القواعد المؤسسة لهذا الفن، الذي كان له أثرا إيجابيا في تجاوب الجمهور مع أنغام وموسيقى كناوة.

 

 كما تضمن برنامج اليوم الأول لهذه الدورة تنظيم ندوة حول موضوع “فن كناوة.. تراث صوفي مغربي بجذور إفريقية”.

وأبرز فاعلون محليون منخرطون في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المغربي، خلال اليوم الثاني لهذا المهرجان، الذي يندرج في إطار تنفيذ برنامج فن’’  كناوة ’’ لأكثر من 100 فنان لإظهار مواهبهم بمختلف أشكالها، إذ يتضمن البرنامج “أصواتا دافئة وقوية ومجموعة غنية من الآلات الموسيقية : الكورا، والبالافون، والفلوت، والأكورديون، والساكسفون، والرباب، والقيتارة، وأدوات الإيقاع، والبيانو، والطبول … قوس قزح حقيقي من ألوان الموسيقى”.

 

كما تمت برمجة أكثر من 13 حفلا لموسيقى كناوة التقليدية، وكذا دعوة أكبر الأسماء في تكناويت من كل المناطق، إلى جانب معلمي كناوة الناشئين، الرامين إلى الحفاظ على الذاكرة الثقافية للمغرب، وإبرازا للأهمية التي تكتسيها تجربة الذاكرة المغربية، ومختلف طرق حمايتها وتقاسمها مع الشعب المغربي، وباقي شعوب العالم.

 

وفي هذا الصدد، قال مدير المهرجان، عبد اللطيف الدرعي، في تصريح ل”مجلة أصوات”، أن “هذا اليوم يروم تطوير مقاربة تشاركية فريدة من أجل الحفاظ على تاريخ المغرب متعدد الثقافات، من خلال حوار مباشر بين فاعلين منخرطين في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المغربي، المنحدرين من مختلف جهات المملكة”، مضيفا أن هذه الندوة الفكرية شكلت مناسبة لتسليط الضوء على الإكراهات التي تواجه جميع الفنانين شباب وشابات.

 

وأكد السيد عبد اللطيف الدرعي، أن الحفاظ على هذا التاريخ متعدد الثقافات “يمكننا من أن نعرف ماضينا بشكل أفضل، وهو ما يسمح لنا أيضا بأن نجد أنفسنا في الحاضر، ونرسم معالم المستقبل”، مشيرا إلى أن هذه المهمة تقع، أساسا، على عاتق النساء والشباب، وهو ما يفسر أهمية تعزيز تمكين هؤلاء للثقافة والفولكلور والتراث بين الأجيال.

وكشف، في هذا الاتجاه، أن برنامج ذاكرة يعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي، والتضامن بين الأديان، عبر جهود المجتمعات التي تحافظ على التراث الثقافي للمغرب، مضيفا أن هذا البرنامج يدعم كل المبادرات الثقافية الرامية إلى النهوض بالتسامح، والتعدد الثقافي والحوار بين الأديان،  وان برنامج هذه الدورة يتضمن تقديم عروض لفرق محلية التي تتكون من شباب بالإضافة الى فرق أخرى متمرسة في هذا الميدان .

وأشاد ،بغنى التراث الثقافي المغربي، مبرز أهمية الحفاظ على هذا الإرث، باعتباره رهانا وطنيا يأتي في صدارة الأولويات.

كما أشار، في هذا الاتجاه، إلى أن جمعيتها تعمل على خلق فضاءات للتعبير عن التراث الثقافي، لفائدة مواهب شابة بالجهة، قصد تشجيعها على استثمار تراثها الضاربة جذوره.

مبرزا أن الدورة السابعة تأتي بعد توقف ناجم عن تطبيق الاجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، وهو ما سيسهم في تنشيط مدينة مراكش، باعتبارها وجهة سياحية بامتياز، فضلا عن احياء هذا التراث الفني الأصيل بالمدينة الحمراء.

وتجدر الإشارة الى أن اليوم الثاني عرف توزيع جوائز تحفيزية وشواهد تقديرية على الفرق الشابة فضلا عن مجموعة من الفرق الرائدة في هذا اللون الموسيقي، من بينها فرقة المعلم أحمد باقبو، وفرقة المعلم ابراهيم عصمان من هذه الدورة.

وأضاف من جهة أخرى أن برنامج هذه الدورة يتضمن تقديم عروض لمجموعات محلية التي تتكون من شباب، بالإضافة الى فرق أخرى متمرسة في هذا المجال، فضلا أن الدورة السابعة تحتفي بالفنان عبد السلام عليكان، إلى جانب المعلم حسن حكمون المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذا بعدد من’’ الفنانين المعلمين’’ من مراكش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.