انطلقت، مساء أمس الجمعة بالمركز الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، أشغال المؤتمر ال 18 لحزب الاستقلال، بمشاركة 3600 مؤتمر ومؤتمرة يمثلون مختلف جهات المملكة.
وحضر افتتاح المؤتمر، الذي ينظم على مدى ثلاث أيام تحت شعار “تجديد العهد من أجل الوطن والمواطن”، على الخصوص، رئيس الحكومة عزيز أخنوش ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين وعدد من الوزراء وأمناء عامون وعدد من قادة الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية وسفراء دول أجنبية وشخصيات من مختلف المشارب.
وفي كلمة بالمناسبة، دعا الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة إلى جعل المؤتمر محطة تحول جديد في مسار الحزب لحمته الوحدة والتماسك ورص الصفوف والمناعة التنظيمية، مضيفا أن هذا التحول ينبغي أن يكون بأفق تكريس الصدارة والريادة المنشودة في المشهد السياسي والحزبي الوطني.
وقال الأمين العام لحزب الاستقلال إن اختيار شعار المؤتمر يراد منه التعبير عن وفاء حزب الاستقلال وإخلاصه الدائم لثوابت الوطن ومقدساته، وتشبثه بالملكية الدستورية الوطنية والمواطنة، وعن تجديده المتواصل للعهد الذي حمله الرعيل الأول لرواد الحركة الوطنية والاستقلال من أجل الذَّوْدِ عن المصالح العليا لبلادنا وحماية سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية.
وأبرز أنه في خضم النموذج التنموي الذي يشهده المغرب، تعيش قضية الوحدة الترابية للمملكة على وقع تحول استراتيجي في المقاربة والنتائج، اشتد زخمها بفضل رؤية ملكية رزينة ومتبصرة، توالت معها الانتصارات والإنجازات الوحدوية التي حققتها الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والحزبية والشعبية والاقتصادية، مدعومة بنجاعة وفعالية النموذج التنموي الذي اعتمدته بلادنا بأقاليمنا الجنوبية برعاية ملكية سامية والذي حقق أكثر من 80 في المائة من التزاماته.
وأكد أن هذه الإنجازات كان لها انعكاس إيجابي على قضية وحدتنا الترابية، حيث اتَّسَعَتْ معها قاعدة القناعات لدى المجتمع الدولي بمشروعية وعدالة قضيتنا الوطنية وبرَجَاحة المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل واقعي وجِدِّي وَذِي مصداقية من شأنه ضمان الاستقرار والأمن والازدهار بالمنطقة، وهو ما تردًّدَ صداه في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وفتح الباب مُشْرَعاً أمام اعترافات عدد من الدول الوازنة.
وفي هذا السياق، أكد السيد بركة على ضرورة الانخراط التام والإيجابي لجميع الأطراف وأَوَّلُها الجزائر في الحوار السياسي على قاعدة الموائد المستديرة والتجاوب مع مختلف المساعي الأممية بروح من الواقعية والتوافق للدفع بمسلسل التَّسوية إلى الأمام ولضمان الوصول إلى الحل السياسي الواقعي والعملي والمستدام والمتوافق عليه والمتمثل أساسا في المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية، كما أشاد به مجلس الأمن في مختلف قراراته.
وأضاف أن مناورات خصوم وحدتنا الترابية واستفزازاتِهم وادِّعاءاتِهم المُغْرِضَةِ بلغت مداها ولم تَعُدْ مُجْدِيَةً، وأن افتعال الأزمات والمؤامرات التي تُحَاكُ ضد وحدتنا الترابية صار مَكْشُوفاً ولم يَعُدْ يَنْطَلي على أحد.
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحزب الاستقلال على ضرورة إضفاء دينامية جديدة على العمل السياسي والمؤسسات السياسية بما يستجيب لانتظارات وتطلعات المواطنات والمواطنين.
ودعا، في هذا الصدد، الأحزاب إلى وضع اليد في اليد لصياغة ميثاق وطني لتخليق الممارسة السياسية والتقاط الإشارات الملكية الواردة في الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الندوة الوطنية المُخلِّدة للذكرى الستين لقيام أول برلمان منتخب في المملكة المغربية.
وبعد أن ذكر بالإصلاحات والأوراش الكبرى للحكومة خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، أعرب السيد بركة عن “الاعتزاز بالبرنامج الإصلاحي للحكومة المرتكز على البرامج الانتخابية لأحزاب الأغلبية، التي أَبانت عن وعي كبير بالتحديات والرهانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقودة على تنزيل الإصلاحات الكفيلة باستيعاب حاجيات وانتظارات المواطنات والمواطنين وتحسين معيشهم اليومي وتحقيق الكرامة لهم”.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر الوطني، خلال اليوم الأول، دارسة التقريرين الأدبي والمالي للحزب والتصويت عليهما وانتخاب رئيس المؤتمر والمصادقة على أشغال اللجان ووثائق المؤتمر.
وسيشهد اليوم الثاني انتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال، ثم أعضاء اللجنة التنفيذية وباقي هيآت الحزب.