إعداد د. مبارك أجروض
كشف باحثون وجود جزء محدد من الحمض النووي، على منطقة من Chromosome 3، لدى المرضى ممن عانوا من وضع صحي أكثر خطورة. ورغم تمتعهم بصحة جيدة، يموت بعض الشباب بـCovid-19، أو يتم إدخالهم إلى المستشفيات في حالة خطرة، والذي يعيده الباحثون إلى prédisposition génétique”.
الغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن Covid-19 هم من المسنين، أو الشباب ممن يعانون من أمراض صحية، ولكن كما يبدو فإن هذه الأسباب ليست الوحيدة. وأوضح بهرام: “لنأخذ على سبيل المثال أشخاصا من السن والجنس والصحة نفسها؛ إذا أصيبوا بذات الفيروس، قد تكون استجابتهم مختلفة جدا. لذلك، في وقت مبكر جدا من الجائحة، أطلقت فرق عدة بحوثا حول prédisposition génétique”.
مثل أي مرض معد، لا يواجه الجميع Covid-19 بالطريقة نفسها. والغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن Covid-19 هم من المسنين. لكن، قد نسمع بين الحين والآخر عن حالات لشباب توفوا نتيجة إصابتهم بـCovid-19، على الرغم من كونهم لا يعانون من أي عوامل خطورة تسبب في دخولهم المستشفى أو الموت. وهذا قاد العلماء للتساؤل عن وجود خطر غير مرئي وهو الاستعداد الوراثي.
* دور الجينات في الإصابة الحادة بـ Covid-19
في هذا الصدد، يقول عالم المناعة الفرنسي سياماك بهرام، وهو الذي قاد أحد فرق البحث والدراسة عن دور الجينات في الإصابة الحادة أو الموت جراء الإصابة بـ Covid-19لنأخذ على سبيل المثال أشخاصا من السن والجنس والصحة نفسها: إذا أصيبوا بفيروس، قد تكون استجابتهم مختلفة جدا. لذلك، في وقت مبكر جدا من الجائحة، أطلقت فرق عدة بحوثا حول الاستعداد الوراثي.
وحدد باحثون شبكة من الجينات المرتبطة بتطور أشكال حادة من المرض لدى مصابين شباب وأصحاء. وخلصوا في دراستهم التي نشرت في مجلةI-Bio-Medicine إلى دور محتمل لجين يسمى “Adam 9”. لكنّ هذا الجين قد يكون واحدا من بين أسباب أخرى كثيرة، لأنه، بعد قرابة عامين من الوباء، يضاعف العلم التفسيرات الجينية للشكل الحاد من Covid-19.
* كيف تمت الدراسة ؟
قارنت الدراسة génomes آلاف الأفراد، مصنفة في فئات عدة:
ـ أشخاص مصابون بشكل حاد من المرض.
ـ أشخاص مصابون بشكل خفيف من المرض.
ـ أشخاص أصحاء.
وبمقاطعة المعلومات بشكل عشوائي، تم إظهار عناصر أكثر تكرارا لدى المصابين بأشكال حادة من المرض. وفي نهاية 2020، كشف باحثون وجود جزء محدد من الحمض النووي، على منطقة من Chromosome 3، لدى المرضى الأكثر خطورة. وقد تفسر هذه النتائج سبب الوفيات بـCovid-19 بشكل أكبر بين سكان جنوب آسيا حيث يوجد هذا الجزء من الحمض النووي على نطاق واسع.
* عيوب الدراسة
هذا النوع من الدراسات واسع جدا لفهم الآليات التي يمكن من خلالها لجين معين أن يؤثر على المرض. وبالإضافة إلى ذلك، بدلا من أخذ المعلومات بشكل عشوائي، تم منذ البداية تحديد الطفرة الجينية التي سيتم البحث عنها لدى المرضى.
وأوضح المتخصص في علم الوراثة الفرنسي لوران أبيل الذي شارك في إعداد هذا العمل “أخذنا جينات يعرف أن طفراتها تسبب إمّا إنفلونزا حادة أو أمراضا مثل encéphalite virale”.
ومن خلال ذلك، تم التوصل إلى واحدة من أهم النتائج في هذا الموضوع. فقد أظهر باحثون دور جين “TLR7” الذي تؤثر طفراته على الاستجابة المناعية في المراحل المبكرة من الإصابة بالفيروس. وهذا الاكتشاف مهم لأن طفرات “TLR7” أكثر شيوعا لدى المرضى الذكور المصابين بأشكال حادة من Covid-19 مقارنة ببقية السكان.
* تحديد الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة الحادة
من المستحيل، في الواقع، تحديد الأشخاص المعرضين لخطر وراثي مسبقا. وقال أبيل “لا يمكن إجراء اختبارات وراثية لكل الناس”. وأضاف “إنه أمر غير مطروح وغير ممكن وغير معقول”. وبالنسبة إليه، تسمح دراسته قبل كل شيء “بتحديد مسارات الاستجابة المناعية التي تعد مهمة فعلا”.
ومن المعلوم أن طفرة “TLR7” تمنع الجسم من الاستجابة بشكل جيد لبروتينات معينة تسمى interféron، والتي تعتبر حاسمة في الاستجابة المناعية. وذلك يستدعي علاجا يعتمد على interféron، حتى لو لم تكن التجارب السريرية حاسمة بعد في هذا الإطار. لكن الاهتمام ما زال محدوداً. فهذا النوع من الدراسات واسع جداً لفهم الآليات التي يمكن من خلالها لجين معين أن يؤثر في المرض. وبالإضافة إلى ذلك، لا تستطيع كشف أكثر من طفرات متكررة بشكل كبير.
وهذا هو الجزء الثاني من الأعمال. فبدلاً من أخذ المعلومات عشوائياً، حُدِّدت منذ البداية الطفرة الجينية التي سيُبحث عنها لدى المرضى. من خلال ذلك، جرى التوصل إلى واحدة من أهم النتائج في هذا الموضوع. فقد أظهر باحثون هذا الصيف دور جين “TLR7” الذي تؤثر طفراته في الاستجابة المناعية في المراحل المبكرة من الإصابة بالفيروس.
وهذا الاكتشاف مهم، لأن طفرات “TLR7” أكثر شيوعاً لدى المرضى الذكور المصابين بأشكال حادة من Covid-19 مقارنة ببقية السكان. لكن ما الفائدة الملموسة من مكافحة المرض ؟ إذ من المستحيل، في الواقع، تحديد الأشخاص المعرضين لخطر وراثي مسبقاً. وقال أبيل: “لا يمكن إجراء اختبارات وراثية لكل الناس”. وأضاف: “إنه أمر غير مطروح وغير ممكن وغير معقول”. وبالنسبة إليه، تسمح دراسته قبل كل شيء “بتحديد مسارات الاستجابة المناعية التي تعتبر مهمة فعلاً”.