الوحدة بين العزلة والبحث عن الذات

مجلة أصوات

الوحدة ليست دائمًا غياب الناس من حولنا، بل قد تكون غياب الشعور الحقيقي بالانتماء، حين يصبح الكلام بلا صدى، والابتسامات مجرد مجاملة، والصمت الرفيق الأكثر صدقًا.

يعيش الإنسان أحيانًا وسط الزحام، ومع ذلك يشعر بأنه غريب، كأنه يطفو في فراغ لا يسمع فيه سوى صوت أفكاره. الوحدة ليست اختيارًا في كل مرة، بل نتيجة تراكم الخيبات، وسوء الفهم، والبحث الدائم عن من يُصغي لا من يُجيب فقط.

الوحدة تُنهك الروح قبل الجسد، تجعل الإنسان يتحدث إلى نفسه أكثر مما يتحدث إلى الآخرين، فيتأمل تفاصيل أيامه الصغيرة، ويعيد ترتيبها في ذاكرته كمن يحاول ترميم ما تبقّى من دفء داخله.

لكن رغم قسوتها، يمكن أن تكون الوحدة أيضًا لحظة وعي، يتعرف فيها الإنسان إلى ذاته بعمق، ويفهم احتياجاته الحقيقية بعيدًا عن ضجيج العالم. هي مساحة للتصالح مع النفس، واكتشاف القوة في الهدوء، والإيمان بأن العزلة لا تعني النهاية، بل ربما بداية جديدة نحو توازن داخلي أصدق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.