أكدت النمسا على الدور المركزي للمغرب في تدبير تدفقات الهجرة، وذلك بمناسبة انعقاد الاجتماع الثالث للمجموعة المختلطة الدائمة للهجرة، يومي الثلاثاء والأربعاء بفيرفينفنغ.
وخلال هذا الاجتماع، الذي ترأسه الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، السيد خالد الزروالي، والمدير العام للهجرة بوزارة الداخلية الاتحادية بالنمسا، السيد بيتر فيبنجر، جدد المغرب والنمسا تأكيد عزمهما الثابت على تعميق تعاونهما في مجال الهجرة، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وبهذه المناسبة، تم تسليط الضوء على النتائج الإيجابية للاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقد مكنت هذه الاستراتيجية الفريدة، على مستوى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، من تسوية وضعية عدد كبير من المهاجرين وتيسير اندماجهم السوسيو-اقتصادي.
وذكر الوفد المغربي، الذي يضم مسؤولين وأطرا من مختلف القطاعات المعنية، بأن المغرب يعتبر الهجرة عامل إثراء وتنوع. وشدد في هذا الصدد على ضرورة التوفيق بين المقاربتين الأمنية والتنموية، من أجل كسب رهان التدفقات البشرية التي تخدم مصالح البلدان المضيفة ومصالح بلدان المنشأ، مع إبراز الجهود الدؤوبة المبذولة من طرف المملكة في مكافحة الهجرة غير الشرعية وتفكيك شبكات الاتجار بالبشر.
من جانبه، أكد المسؤول النمساوي، الذي كان مرفوقا بوفد هام من الخبراء والأطر من القطاعات المعنية، على الدور المركزي الذي يلعبه المغرب، بفضل موقعه الجغرافي، في تدبير تدفقات الهجرة، مبرزا الخطوات الإيجابية المتخذة من طرف البلدين منذ اجتماعيهما بفيينا في ماي 2023 ومراكش في نونبر 2023.
واتفق الجانبان على خارطة طريق تتعلق بتنفيذ إجراءات ومبادرات ملموسة تتناول مختلف مجالات الهجرة، من خلال اتباع مقاربة إنسانية، شاملة ومندمجة.
ويندرج هذا الاجتماع، الذي جرى بحضور سفير صاحب الجلالة بالنمسا، السيد عز الدين فرحان، في إطار دينامية العلاقات القائمة بين المغرب والنمسا، بعد زيارة المستشار النمساوي، كارل نيهامر، للمغرب في فبراير 2023، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 240 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية.