عشية مرور نصف قرن على افتتاحها مثلت المكتبة ملتقى علميا لأجيال حضرموت في عصرها الثقافي الزاهي وكانت فترة الأربعينات في حضرموت مزدهرة بالإصدارات الصحفية حيث ظهرت الصحافة القلمية منتصف القرن العشرين .وشهد المهجر الشرقي ثور ثقافية قاد لواءها ثلة من رجالات حضرموت الذين كان لهم شاوا لايبارى في الكتابة وقرض الشعر فضلا عن الإفتاء والفقه الإسلامي.
وترسم الحرف والقرطاس والقلم محور جلسة حوارية أقامها المنتدى العمري الثقافي عشية مرور سبع سنوات على انطلاق فعالياته النصف شهرية ومرور نصف قرن على افتتاح مكتبة الاحقاف بتريم.
طاف الأستاذ الدكتور محمد يسلم عبدالنور استاذ التاريخ بجامعة حضرموت بالمكتبة التي كانت تحتوى على كتب مطبوعة ومخطوطة تطورت لتغدو مكتبتين لكل منهما ميزتها ومكانتها في المشهد الثقافي .
وقد اشْتَهَرَت مَدينةُ تريم عَبْر التَّارِيْخِ كأحَد أَقْدمِ المُدنِ الحَضَرَميّةِ، وكَمَرْكَزٍ عِلْمِيٍّ يَزْخَرُ بِالعُلَماءِ؛ حَيثُ انتَشَر التَّدريسُ في المَدارسِ التي يُسَمِّيها الحَضَارمَة (الزَّوَايَا)، بالإضافةِ إلى الدّروسِ التي تُلْقَى في المَساجدِ وديارِ المُعلِّمين أو العُلَماءِ.
وَالأُسرِ في حَضَرَموت مشهورة بِالعِلمِ والثَّقَافةِ والتَّدوينِ مُنذ قرونٍ؛ حتى أَصْبَحت بيوتُهم مكاتبَ مُهَمَّة تحتوي عَلَى عديدٍ مِن المَخْطُوطات والمَراجِعِ الثمينةِ.فكانت حضرموت ساحة ثقافية تعج بكثير من المفكرين والعلماء
أشار الأستاذ الدكتور محمد يسلم عبدالنور استاذ التاريخ بجامعة حضرموت إلى أن مكتبةُ الأحقافِ تأسَّست بتريم في عام 1972م.وذكر بمن تعاقب على الاشراف عليها والزيارات والزوار الذين طافو بها من المسؤولين والباحثين وما تقدمه من خدمة الباحثين الذين يقصدونها .
وَقَدْ تَم تَجْمِيع محتوياتِها مِن المَكتباتِ الأَهْليَّةِ ومَكتبةِ السلطانِ القعيطِي بالمكلا ومصادر أُخرى.
وتَعُود أقْدَم مَخطوطةٍ في هذه المكتبةِ إلى القَرنِ السادسِ الهِجري؛ أَيْ قَبْل نَحو ألف سنةٍ مِن اليوم. أمَّا الجزءُ الأَكبر مِن المخطوطات فيَعُود إلى القَرنِ العَاشرِ والحَادي عَشر الهِجري.
يَحْتوي قسمُ المخطوطات بمكتبةِ الأحقافِ عَلَى أَكثَرِ مِن ثلاثةِ آلافِ مجلدٍ مَخطوط، وفيها ما يَزيد عَلَى سِتَّةٍ آلافٍ ومِائَتَي عنوانٍ مُرَتَّبَة حَسَب الموضوعات.
ومِن بين آلافِ المخطوطات تِلك تُوجَد نُسخَةٌ مِن مخطوطةِ “البيان في تفْسِير القُرآنِ” لأَبِي جَعفر الطوسِي مِن القَرنِ السَّادِس الهِجري. وكذلك نُسخَة مِن الجُزءِ الثاني مِن كِتاب “القانون في الطّب” لابن سيناء مِن القَرن السَّابِع الهِجري.
كمَا يُوجَد في قِسْمِ المطبوعات بالمَكتبةٍ أَكْثَرُ مِن أَلْفٍ وستمائةِ مطبوعٍ؛ منها مَرَاجِعٌ وكتبٌ ومجلات مُتَعَلِّقةٌ بِالمَخْطوطات.
حقا لقد ابدعت سكرتارية المنتدى العلمي باحتفاءها بواحدة من أقدم المكتبات ليس على المستوى المحلي بل لربما على المستوى العربي والعالمي كيف والمكتبة نظم معلومات ومخطوطات مهمة في تاريخ هذا الجزء الحبيب من الوطن.
أحمد زين باحميد (اليمن)