المنتخب الوطني الأول بين “وحيد” و”وليد”: تغييرات وتعديلات

عبد الله اسويهلي

إذا وضعنا مقارنة بين السياسة والرياضة فلن نكون منطقيين لدى بعض النقاد الذين سيقومون بمهاجمتنا واعتبارنا لا نفقه شيئا في الرياضة لأننا أقحمنا المفاهيم السياسية في مجال بعيد كل البعد عن هذه الترهات التي يعتبرها البعض كذبة.

إن جوهر التغيير الحقيقي في الحقل السياسي يكمن في وجود ترسانة من الساسة وصناع القرار الذين لديهم القدرة على فهم ما يروج في الساحة و المجتمع وبين المواطنين والشعب.

فكيف إذن كان يتعامل وحيد خليلوزيتش مع أبناء الشعب (اللاعبين) كناخب وطني قاد قاطرة المنتخب الوطني نحو مونديال قطر وهو محمل بعيوب ونقائص أثرت بشكل سلبي على علاقته بهؤلاء الأبناء وبأبناء الشعب الأصليين (الجماهير المغربية)؟، تشبيه ربما سيعتبره البعض ليس في محله إلا أنني أعتبره منطقيا جدا لأن وحيد خليلوزيتش رغم سجله الجيد مع المنتخب من حيث النتائج إلا أنه فشل فشلا ذريعا في إيجاد تلك اللحمة الأخلاقية والفلسفة الكروية الصارمة التي كانت من الممكن أن تشفع له مع الجماهير المغربية.

.

 

 لقد تغير الأمر مع صانع القرار الجديد في شخص وليد الركراكي الذي عمد على وضع سياسة جديدة واستراتيجية أخلاقية مبنية على مقولة ديرو النية مخاطبا بها أبناء الشعب (اللاعبين) وأبناء الشعب الأصليين (الجماهير  المغربية) في نفس الوقت؛ وليد قبل أن يرتدي رداء الناخب الوطني ارتدى رداء الأخ، والصديق القريب جدا من أبناء الشعب (اللاعبين) وكأنه كان يود إرسال رسالة مفادها أن تلك التطاحنات والصراعات التي كانت موجودة من قبل بين العجوز البوسني وبعض اللاعبين (كحكيم زياش، أمين حارث ونصير مزراوي) سأذوبها بهذه العبارات: ديرو النية، رأس لافوكا)، فأجابته الجماهير المغربية في الموعد العالمي بعبارات مثل سير سير سير…

إنه خطاب ينم عن ذكاء وفطنة قربته عاجلا في مونديال قطر من أبناء الشعب الأصليين ( الجماهير المغربية ) الذين نسوا وتناسوا مصير وحيد الذي بقي وحيدا يتجمد في صقيع سراييفو، فيما أكد هو كناخب وطني ولادة عهد ليس بالجديد على كرة القدم المغربية بصفة خاصة ( إنجاز منتخب الشباب سنة 2005 ) و عهد جديد لكرة القدم الإفريقية بصفة عامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.