يخلد الشعب المغربي، اليوم الأربعاء، الذكرى 70 لانتفاضتي 16 و17 غشت 1953 بوجدة وتافوغالت اللتين جسدتا حدثين بارزين في مسيرة الكفاح الوطني في سبيل حرية الوطن وتحقيق استقلاله ووحدته.
ويندرج تخليد ذكرى هذين الحدثين في إطار الاحتفال بالذكرى 70 لثورة الملك والشعب وهما يشكلان محطة ملحمية في تاريخ المملكة المعاصر حيث يعكسان عظمة الشعب المغربي وتعطشه للحرية، وبطولات وتضحيات سكان المنطقة الشرقية وتشبثهم بأهداب العرش العلوي المجيد والدفاع عن حوزة الوطن.
وقد مكنت انتفاضة 16 غشت 1953 التي قادتها ثلة من الوطنيين من أبناء المنطقة الشرقية، هذه الربوع المجاهدة من الوطن من الدخول إلى التاريخ من بابه الواسع بالنظر لما قدمه أبناؤها من تضحيات جسام، فكانت بحق قلعة من قلاع المغرب الصامدة في وجه قوات الاحتلال التي كانت تهدف إلى إحكام سيطرتها على البلاد.
لقد كانت مدينة وجدة في صلب الصراع القائم بين مغتصبي حرية الوطن وبين المكافحين من أجل استرداد حريته وانعتاقه، وفي طليعتهم بطل التحرير الملك الراحل محمد الخامس.
فقد بادرت الحركة الوطنية والمقاومة بوجدة إلى التحضير الدقيق والمحكم لإنجاح هذه الانتفاضة المباركة حيث تم القيام بعدة عمليات فدائية، ومنها تخريب قضبان السكة الحديدية وإحراق العربات والقاطرات وإشعال النار في مخزون الوقود وتحطيم أجهزة محطة توليد الكهرباء ومداهمة الجنود في مراكزهم.
وامتدادا لهذه الانتفاضة، شهدت المناطق المجاورة لوجدة انتفاضات عديدة، حيث شهدت انتفاضة تافوغالت بدورها احتجاجات عارمة عبرت عن التضامن العميق لأبناء المنطقة الشرقية وتحديهم القوي للتسلط الاستعماري وجبروت قوات الاحتلال.
ويهدف الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة إلى تسليط الضوء على مسيرة النضال الوطني وإبراز فصول من ملحمة الكفاح الوطني لصون التراث التاريخي للوطن والذاكرة الجماعية للشعب المغربي.
واحتفاء بهاتين المعلمتين التاريخيتين الخالدتين، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مهرجانا خطابيا شعبيا اليوم الأربعاء بمدينة وجدة ومهرجانا مماثلا مساء اليوم نفسه بمدينة بركان تلقى خلالهما كلمات وشهادات تستحضر مضامين وأبعاد هاتين الانتفاضتين المباركتين وتبرز دلالاتهما الوطنية العميقة.
كما ستقام بنفس المناسبة في كل من وجدة وبركان مراسم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من المنتمين لهذه الربوع المجاهدة.