الرباط
نُظم، الجمعة، حفل بمسرح محمد الخامس الوطني بالرباط للاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفيتنام، بحضور عدد من السفراء المعتمدين لدى الرباط وجمهور من الشخصيات السياسية.
في كلمة بهذه المناسبة، أشار المفوض السامي للمقاتلين السابقين والأعضاء السابقين في جيش التحرير، رئيس جمعية الصداقة المغربية الفيتنامية ، مصطفى الكتيري ، إلى أن “تاريخ العلاقات الإنسانية بين المغاربة والفيتناميين يعود تاريخه إلى حرب الهند الصينية الشهيرة (1946-1954) عندما تم تجنيد مئات الآلاف من الجنود المغاربة الشباب في القوة الاستكشافية الفرنسية ، في ظل ظروف الاحتلال الاستعماري للمغرب وفيتنام ، وعندما هجر بعض هؤلاء الجنود المغاربة قوات الاستعمار الفرنسي إلى الانضمام إلى الحركة الفيتنامية “.
وأضاف أنه “بين المملكة المغربية وجمهورية فيتنام الاشتراكية، تم تشكيل صندوق تراكم تاريخي كامل يشكل إرثا تاريخيا مشتركا بين البلدين والشعبين”.
وبالتالي ، وبهدف “تعزيز هذه الذاكرة التاريخية المشتركة” ، أوضح السيد الكتيري أن “المفوضية العليا للمقاتلين السابقين والأعضاء السابقين في جيش التحرير منخرطة بحزم في مشروع إعادة استملاك هذا رأس المال المشترك غير المادي الذي يشكل الأساس الخصب للتقارب والتعاون الثنائي الذي تطمح إليه البلدان “، الأمر الذي” أدى منذ عام 1961 إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين المغرب وفيتنام وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين “.
من جانبها أكدت سفيرة جمهورية فيتنام الاشتراكية السيدة دانغ ثي ثو ها أنه على مدى العقود الستة الماضية “أقام البلدان علاقات وثيقة ، لكن العلاقات بين فيتنام والمغرب لا تعود إلى عام 1961 فقط، هم أكثر تاريخية “، مع الإشارة إلى أن” العديد من الجنود المغاربة قاتلوا جنبًا إلى جنب مع فيت مينه، الجيش الفيتنامي في ذلك الوقت “.
وأضافت أن هؤلاء الجنود المغاربة تركوا بصماتهم في فيتنام من خلال بناء “لابورت ماروكين” ، وهو نصب غارق في الثقافة المغربية ، مؤكدة أن هؤلاء المقاتلين السابقين وعائلاتهم يمثلون دليلا حيا ومشرقا على التاريخ. المشتركة بين البلدين “.
وأعلن الدبلوماسي بعد ذلك أن السفارة الفيتنامية في المغرب باشرت أعمال بناء على البوابة الفيتنامية بقرية دوار سفاري بمحافظة القنيطرة مثل البوابة المغربية ببافي.
وأكدت أن بلادها تلعب “دور الجسر بين المغرب ورابطة دول جنوب شرق آسيا”، مشيرة إلى أن “المغرب حاليا من الدول العربية والأفريقية النادرة التي تحافظ على علاقات وثيقة مع هذه المنظمة”.
من جهته، أعلن الأمين العام لوزارة الشباب والثقافة والاتصال ، عبد الإله عفيفي، أن العلاقات المتميزة بين المغرب وفيتنام تقوم على ذاكرة تاريخية مشتركة، مشيرا إلى أن التراث الثقافي المشترك وكذلك الروابط الإنسانية الوثيقة التي توحد البلدين شهود على ذلك.
وأكد في هذا الصدد أن “La Porte Marocaine” ، الذي بني بين عامي 1956 و 1960 شمال العاصمة هانوي، يقدم أحد المعالم التراثية المخصصة للطراز المعماري العربي الإسلامي ، مضيفًا أن العائلات الفيتنامية المغربية التي استقرت في فيتنام أو أولئك الذين اختاروا العودة إلى المغرب، بمبادرة من جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، هم تجسيد قوي لهذه القيم المشتركة.
تم تنظيم حفل إحياء الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفيتنام بالتعاون بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والاتصال وسفارة الجمهورية الاشتراكية. فيتنام في المغرب وجمعية الصداقة المغربية الفيتنامية.