أكد رئيس اتحاد الغرف العربية، سمير عبد الله ناس، يوم أمس الاثنين بمراكش، أن المغرب أحرز تقدما في المجالات الزراعية ويضطلع بدور هام في تنويع الإنتاج.
وقال السيد عبد الله ناس، في كلمة خلال افتتاح أشغال مؤتمر الأمن الغذائي العربي المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن “المملكة المغربية سباقة ومتقدمة بشكل كبير في المجال الزراعي والصناعة الغذائية مقارنة بباقي الدول العربية المدعوة إلى السير على خطى المغرب لتحقيق التكامل الاستراتيجي في مجال الأمن الغذائي “.
وأكد على أهمية المملكة كمحور لوجيستيكي أساسي للتصنيع والتصدير على المستوى العربي والأجنبي، مشيدا بواقع النهضة التنموية والاقتصادية التي يشهدها المغرب.
وأبرز أن الأمن الغذائي يكتسي راهنية كبيرة في سياق التحديات التي انعكست على الدول العربية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرات جائحة كورونا والتغيرات المناخية، مما أدى إلى تدهور مستويات الأمن الغذائي العالمي، مشيرا إلى أن آخر الإحصاءات تفيذ بأن 868 مليون شخص لا يملكون ما يكفيهم من الغذاء فيما تم اعتبار 25 دولة حول العالم في أوضاع متدهورة وشديدة الخطورة.
وفي ما يتعلق بواقع الأمن الغذائي العربي، أضاف رئيس اتحاد الغرف العربية، أن الدول العربية تدرك خطورة هذه الأزمة من خلال محاولات تحقيق الأمن الغذائي بمختلف أبعاده ومكوناته على المديين القريب والبعيد، عبر تنويع مصادر الحصول على السلع والمواد الغذائية وتوفير مخزون استراتيجي لأوقات الأزمات وإعادة دعم الاستثمار في قطاع الإنتاج الزراعي وتقديم الدعم في مجال البحث العلمي في هذا القطاع.
ودعا في هذا السياق، إلى ضرورة تعزيز التنسيق العربي المشترك لوضع استراتيجية تكاملية للأمن الغذائي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وخلق سلة غذاء عربية تتمتع بالوفرة الزراعية ووفرة المياه والتربة وسهولة الإجراءات اللوجيستيكية وسلاسة نقل الغذاء بين الأقطار العربية، وتكثيف الاستثمارات الزراعية العربية وتطوير القدرات الإنتاجية والتخزينية في البلدان التي تتمتع بقدرات زراعية وصولا لتحيق الأمن الغذائي المنشود، وكذا إدراج مفهوم الأمن الغذائي في الاستراتيجيات الأمنية بوصفه أحد مكونات الأمن القومي العربي، ودعم سبل البحث العلمي في مجال إنتاج الغذاء وتعزيز واقع الزراعة الذكية.
يشار إلى أن هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون بين جامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات واتحاد الغرف العربية، حول موضوع “الصناعات الغذائية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي العربي”، تناقش قضايا الأمن الغذائي بالبلدان العربية من زوايا ومنظورات متنوعة.
ويسعى هذا المؤتمر، التي تمتد أشغاله على مدى يومين، إلى أن يكون فضاء للتفكير وتبادل الآراء، في محاولة للتوصل إلى حلول عملية ومستدامة للتحديات التي تواجه العالم العربي.
ويناقش المشاركون عدة مواضيع أساسية تتعلق بـ” الأمن الغذائي العربي : الأبعاد والتحديات والفرص” و”الأمن الغذائي العربي: الواقع والآفاق” و”القيادة والابتكار والتمويل من أجل زراعة مستدامة” و”الأمن الغذائي والصناعة الغذائية” و”دور التكنولوجيا الذكية والخضراء في الزراعة والصناعة الغذائية”، و”التغيرات المناخية وتأثيرها على الأمن الغذائي العربي”.
وبالموازاة مع المؤتمر، يقام معرض لعرض مختلف الابتكارات والإنجازات في مجال الأمن الغذائي باعتبارها فرصة ثمينة لتعزيز العلاقات بين الفعاليات الوطنية ونظيرتها في العالم العربي بهدف إقامة شراكات قادرة على مواجهة تحديات الأمن الغذائي في الدول العربية.