إعداد : مصطفى هادي
لا حديث اليوم في المقاهي شبكات التواصل الاجتماعي إلا عن الاستحقاقات الانتخابية ل 2021 وما يحدث من ترحال سياسي بين الأحزاب ، وحدث انضمام حركات شبابية فاعلة إلى المشهد السياسي بالجهة في ظل رؤية متضاربة تتأرجح بين من يرى العزوف أمرا ضروريا واخر يرى من المشاركة في العملية السياسية سدا مانعا لتفادي تكرار مذبحة التنمية بالجهة…فعدم الثقة في الأحزاب ، يصعب الطريق أمام نخبة اخدت على عاتقها رهان التغيير في خضم ضبابية المشهد السياسي الذي يكشف لاديمقراطية بعض الأحزاب ، التي لا رغبة لها في تجديد نخبها …،ما يزكي في أذهان الشباب فكرة العزوف عن المشاركة في العمل السياسي، وتربع بعض الوجوه أن لم نقل جلها على مشيخة الأحزاب الممثلة بالجهة ونهج الأبواب الموصدة في وجه النخب والكفاءات الواعدة …الشئ الذي يجعل مواقفها اليوم في قطيعة تامة مع الأحزاب وخطاباتها، وشعوررها بأن دور الأحزاب هو الاستغلال وان النخب التي تختارها لا تربطها بالعملية السياسية إلا الكراسي فقط ، وبالتالي بقاء الخلل بالجهة قائما بين الأغلبية والمعارضة وجعل الصراع بين أحلام البقاء في الأغلبية وهاجس إسقاطها لاعادة مشهد إهدار زمن التنمية بالجهة مرة أخرى ، ونسيان العنصر الجوهري الذي من أجله تأسست الأحزاب، الممثل أساسا في تأطير المواطن وخلق فرص التنمية ، بدل اقتسام الكراسي والغناءم التي جعلت الترحال بين الأحزاب يتنامى بشكل مقلق … ومعه ازدياد الشباب النافر من المؤسسات الحزبية الذي ينعكس اليوم عبر فضاءات رقمية بلا هدف ولا موقع بالرغم من جديته وجراءته في النقد والتنظير … لكن بدون مقعد يجعله فاعلا مؤثرا في المشهد السياسي هذا الأخير الذي أصيب بانتكاسات انعكست سلبا على التنمية أمام التحولات السريعة والمقلقة ، التي يعرفها النسيج الاجتماعي في غياب تام لدور المعارضة التي لا تبحث عن البديل ولا تفهم حتى دورها كفاعل سياسي … في مقابل أغلبية تتفنن في رسم معالم دموع العرقلة ، وبين هذا وذاك لا أحد يتجرأ على الاعتراف بعجزه عن تحقيق التنمية عند حلول أي استحقاق انتخابي فقط لأبعاد نفسه عن لوم المواطن … وبدل ذالك الكل يعطي النجومية للشيوخ الحزبية معداد إنجازاتها المحدودة أمام امتداد الزمن السياسي الطويل ليحميها كترس واقي لإبقائها في مواقع الزعامة وقطع الطريق امام تجديد نخب سياسية مؤهلة لتدبير الشأن العام … وللإنصاف فمقابل هذا هناك ميلاد وعي سياسي لدى المجتمع الدرعي الفيلالي ، الذي أصبح مفتوحا بشكل يجعل ربح رهان الانتخابات من لدن الأحزاب المهيمنة والمشاركة في مختلف المجالس بالجهة أمرا في غاية الصعوبة ، مما نتج عنه ترحال سياسي عنيف ، قد يجعل من التكتلاتُ داخل الاحزب حقلا إيلا للتفكك ،،، ومؤسسا قويا لدخول أحزاب أخرى تدافع علنا على خيار التغيير وتعميم لغة المشاركة بدل العزوف عبر فتح أبوابها لنخب شابة دات كفاءتها في أفق الإسهام الفعلى لإفشال أطروحة الثروة والسياسية التي تراهن عليها الوجوه السائدة وإحلال محلها الاختيار الحر ،،،
فوعي المواطن بالجهة يركز على أن تغيير الاطروحة السائدة يتطلب تحصن المجتمع بقرارات تعبر عن رفضه للمرحلة التي مرة بها الجهة عوض العزوف السياسي الذي يزكي ركود المشهد السياسي والتنمية اللدان عرفتهما مختلف المجالس الترابية…
فتقديم البدائل والإجابات التي تحرك التنمية هما الكفيلتين بخدمة الديمقراطية بشكل ينسج مشهدا سياسيا جديدا لا يتعارض مع أهداف الدولة الكبرى وتطلعات الساكنة بالجهة …
فالحل بالجهة ليس في عزوف المواطن عن المشاركة السياسية أو تقديم انتقادات تعبر عن اختلالات الأغلبية ، وعجز المعارضة لتعميم المشهد الانتقالي وجعله الحدث الأبرز على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وجلسات المقاهي، فهذا المشهد لا يوفر معالم النهوض بالجهة بل لا يؤسس لتداول ديمقراطي وهو مؤشر على بقاء المشهد على ما هو عليه…
فالتصالح مع السياسة ، وتنميةالجهةيقتضي من الناخبين تحديث آليات التعاطي عبر المشاركة عوض النقد. فالدخول الإيجابي لفهم ما تقتضيه المرحلة يتطلب تفاعل شباب الجهة مع رياح التغيير لتعزيز المسار الديمقراطي وتوسيع وتنويع المشهد السياسي الحزبي تفاديا للتكرار ، والتخلص من الوعود التي أصبحت اليوم عبارة عن البوم مستنسخ غير قادر على مجاراة التطورات والحاجيات التي تتطلبها التنمية بالمنطقة… فلا حاجة اليوم إلى مشهد اجتماعي يبني مواقفه على النقد والاحتجاج أمام واقع مر بءيس ، بل الرهان على بناء مواطن له القدرة على المشاركة في صنع ومواكبة التحولات التي تقتضيها التنمية الشاملة بالجهة. بعيدا عن الترحال الحزبي وتزكية العنصرية أو تحالفات الأخوة الأعداء التي لا تزيد الجهة الفقيرة إلا هشاشة وبؤسا وحتى لا نردد يوما ما أن فرص الجهة أصبحت في حكم الضياع…!