مقال نثري
هناك تزاوج عجيب بين الشعر بمفهومه الشمولي و المرأة كأنثى ساحرة بمعناها المثالي
الشعر يحتفي بنفسه من خلال الاحتفال و التغني بجمال المرأة و دلالها و الجنة يفوح نسميها دائما في فصل الربيع
و عيد الشعر في أوله و عرسه في آخره
المرأة ذلك الفردوس الذي يتماهى معه الشعر و لا يدخل هذا المقام العالي إلا كل شهيد ارتمى في احضانها و لا يحق التباهي بهذا الشيء الرفيع إلا لمن ملك ناصية القلم و حاز مدادا يسيل بغزارة و طلاقة و يبوح بمكنونه كلما ينوح
الشعر ملحمة أسطورية بالمرأة يزهو و يزدهي و يزهر و يثمر طول الليالي و حتى في بعده الخيالي و الخرافي يفر من نفسه إليها و لا يجد حلاوة و طلاوة في أعماق نفسه إلا من خلال خوض تجربة الحب الرومانسي و بذاته و صفاته يقيم شهر عسل و في كل يوم منه يحب البناء و الغناء و عيش الهناء هي الشمس التي لها الضياء والقمر المتناغم مع الهالة و السحر و السناء
شفاهه بالقبل تتلذذ و يرقص عاريا كما ولد
و تشدو روحه الجميلة أمام جسدها الناعم
لأحلى و أغلى النساء يقول ما يراه حلوا و عذبا و يسمع منها في حالة السكوت والصمت و السكون أروع لغة ألا وهي لغة العيون و الجسد
فهي الوطن الذي لا يسن الزمن قانون هجرة عنه
و لو كانت المرأة مقام يزار لعلق الشعر عليه
و لو كانت أقدس الأشياء لكان هو جزءا لا يتجزأ منها
و يتبعها كالظل أينما حلت و ارتحلت
لا يدرك ماهية المرأة بشكل رهيب إلا الشاعر الذي درس الشعر و فنونه و عرف من الحروف كيف تصاغ الكلمات و خاصة الكلمات التي تطربها إنه ببساطة فارس الأحلام
الذي ينتظر الأميرة و يقود عبر الأبيات الشعرية المسيرة
و هو نقي السريرة
و تكفيه منها نظرة الحنان و اجمل الكلام المرصع بالبلاغة والبيان و غمرة الاهتمام و لمسة الاحترام و نعيم الفراش المزركش بالورد الأحمر والشمع المزين بالنور منية المتمني عنده
المرأة نصف المجتمع و هذا المجتمع لا يرقى إلا بالشعر و لا يتطور و يتحضر الا بالعلم والفن والفكر
الشعر فن و صنعة و كل متعة لن نجدها مترامية الأطراف إلا به و بها
الفكر العربي اتجاه المرأة لابد ان يتغير و لابد ان يعود لأصله و منبعه
الشعر و المرأة وجهان لعملة واحدة و هي اولا و هو ثانيا و يجوز في الأمر برمته الوجهان
المرأة آخر ما أبدع الرحمن و بالتالي هي أحسن شيء و أجمله و الشعر كلما تغنى بها صار مفعنا بالحيوية والحياة
القصيدة أنثى و أول الشعر قيل للأنثى أيام كانت الجنة تخلو من الشياطين و كانت من حولها الملائكة فقط
لابد أن يعود الشعر للزمن الجميل و للأحضانها
و يجب الاعتراف انطلاقا من هذا الباب أنه يوجد تقصير كبير من الشعراء في التعريف بقضيتها الجمالية و الإنسانية و تقصير طفيف أيضا منها في إبراز مفاتنها و محاسنها فلا مرأة تجافي الأنوثة و تخفي معالمها عن العالم و الحياء أهم شعبة منها
لابد أن يكون الشعر حرا في التعبير عن مدى حبه لها حتى يحافظ على اسمه و رسمه
و لابد أن تتمتع المرأة بالحرية المطلقة بما يراعي أيضا ما أجازه الخالق لها و بما يتماشى مع طبعها و ما يناسبها و لابد أيضا أن يكون الشعر صادقا في البوح و الشرح والطرح و هي أيضا لابد أن تحمل في يدها النور بكل شفافية و نزاهة و ان تكون صادقة مع من يبادلها الحب بالحب و ينظم لأجلها الشعر و يقرضه و الكتابة لها امانة و القراءة منها مطلوبة بشكل لا يقبل الخيانة فمن يهمل الشعر و يرميه عرض الحائط خيانته أكثر من غيره و المرأة أجمل بكبريائها و أقبح بجبروتها
و الشعر لها يهدى في الحالتين
أولى بهذا الشعر أن يعشق المرأة عشقا أبديا و سرمديا و يذوب في بحرها المسجور و يرتمي على برها المعمور و يذوق اللذتين معا
قد يكون الشعر موزونا أو مكتوبا من طرف واحد
ومع ذلك فهو يخلد في سجل التاريخ اما إذا كان من الطرفين معا فهو يفوق كل الوصف و يبقى مرصعا بالذهب حتى يوم القيامة
و من خلال ما سبق يجب على الشاعر الإنسان والفنان أن يقيم عيدا سعيدا و نشيدا و عرسا مجيدا تحت أقدامها
الشاعر يثق في قدرات المرأة و هي يجب عليها أن تقدر ما يفعله لأجلها لتصفل مواهبه أكثر و يكبر ما لديه أكثر
كلما ملكت طاقة متجددة و أناقة متفردة و رشاقة متوقدة أسعدته و الشاعر السوي هو الذي يوفق بين واقعها الجميل و لذته المتدفقة منه و منها
و حناء الشعر لابد أن تزين يدها النعماء و بعد التزيين لابد من تقبيلها حتى و لو أباحت اغتياله
و الموت في سبيلها شهادة و العيش لأجلها عادة و عبادة
هي التي يحط الحمام على يدها و يحوم الفراش على صدرها و هي التي ترى من المرآة و عين الرجل و قلبه
والوجود كله ما تحمله المرأة التي تسمى أجمل شيء بكل عنفوان و عرفان
مجازا اقول الشعر جميل جدا و هي اجمل ما رأت عينه ولكن لايجوز بتاتا التفضيل بينهما لكونهما صيغة واحدة
للجمال و علمه و فنه
لعمري بعد هذا الجنون كله في حبها يحتاج الشعر إلى ثورة سلمية ترفع رايتها الحمراء المرأة الحسناء
و تفضي إلى السلام النهائي و المحبة الدائمة
للهوى العذري طعم خاص و للعشق المبتدى و ما للشوق المنتهى و هو الشعر يخفِق قلبه و ينادي عليها
و يناجي ربها المعبود
للمرأة سحر و للشعر سحر فما أجمل أن يجتمع السحران معا عند رجل واحد و شاعر واحد وقلب واحد
المرأة مصدر الخصب و الشعر يزهر بعد مخاض عسير و مجهود ذهني كبير
يكرم الشعر نفسه من خلال تكريمها و تعظيمها و تكرمه هي و من حولها من خلال المواكبة و المصاحبة و كل منهما يدور في فلك واحد الا وهو قلب الرجل المعنى
ختاما يقول الشعر للمرأة لا داعي للقلق أنا مهتم بك اهتماما بالغا وإن الذي يبدي لك احتراما فائقا ينال الدنيا و ما فيها
بقلم الشاعر حامد الشاعر