بدأت في وقت مبكر من صباح اليوم السبت عملية استبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة تبلغ تكلفتها حوالي “عشرين مليون ريال سعودي”، و”شارك في تصنيعها 160 فنيا وصانعا”، جريا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام.
وأعلن وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام أحمد بن محمد المنصوري في بيان له “أنه تم اليوم إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة المكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب”.
وتتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد)، كتبت عليها عبارات: “يا الله يا الله” و”لا إله إلا الله محمد رسول الله” و”سبحان الله وبحمده” و”سبحان الله العظيم” و”يا ديان يا منان”، وهي تتكرر على قطع قماش الكسوة جميعها.
ويحظى حجاج بيت الله الحرام برؤية الكعبة بكسوتين: الأولى عند وصولهم مكة المكرمة قبل الثامن من ذي الحجة لأداء مناسك الحج، والثانية عند إفاضتهم من منى للطواف حول الكعبة بقصد إتمام أركان الحج، حيث تكون الكعبة قد تزينت بكسوتها المذهبة الجديدة في التاسع من ذي الحجة وقت وقوف الحجاج في عرفة.
كما تتغير تكلفة “كسوة” من عام لآخر لأنها تخضع لأسعار العملات، وتقطع الكسوة القديمة إلى قطع صغيرة وتوزع على شخصيات بارزة ومنظمات دينية، وتعتبر هذه القطع تراثا نفيسا.
ويعود تاريخ كسوة الكعبة إلى ما قبل الإسلام، واستمر هذا التقليد على مدى الحقب الإسلامية المختلفة، وكانت مصر ترسل الكسوة إلى مكة على مدى قرون باستثناء فترات زمنية بسيطة، وتوقفت عن إرسال الكسوة نهائيا عام 1962، ومنذ ذلك الحين تصنع الكسوة في السعودية، وقد بني مصنع الكسوة الحالي في مكة عام 1977.