توفي اليوم الجمعة الكاتب والمفكر المغربي محمد وقيدي عن عمر يناهز 74 سنة، الذي كرس جهوده على مدى العقود الخمسة الأخيرة بالعمل في مجال الكتابات الفلسفية وتحليل الخطاب الفلسفي الإبستيمولوجي.
وجايل محمد وقيدي، وهو من مواليد 1946، الذي حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1979، كتابا وفلاسفة مغاربة كبار حفروا بعمق في تاريخ الفكر العربي الحديث والمعاصر من أمثال الراحل الدكتور محمد عابد الجابري، وعبد الله العروي، ومحمد سبيلا وطه عبد الرحمن ومحمد بنيس وبنسالم حميش وآخرين
ركز الراحل وقيدي جهده الفكري على إعادة دراسة الفكر الفلسفي العربي والغربي، محاولا الاستفادة من إنجازاته في إحداث نهضة فكرية وفلسفية عربية واعية بواقعها أولا وبشروطها، ومتطلعة إلى أن تكون إنسانية في مضامينها وغاياتها.
آمن وقيدي بأن البحث الفلسفي ابن بيئته دون أن يعني ذلك القطيعة مع السابقين، يقول: “التفكير بضمير الغائب يمثل تبعية الذات المفكرة لمرجعيتها، وهذا عائق للإنتاج الفلسفي بمعناه الحق. فالذات التي تفكر بضمير الغائب يحتويها مرجعها، فلا يترك لها منفذا للخروج منه، وهي التي يبهرها النص، فلا تبحث عن حقيقتها خارجه. أما التفكير بضمير المتكلم فهو موقع آخر تضفي فيه الذات النسبية على مرجعيتها فتقلب بذلك العلاقة به فتدمجه ضمن سؤالها وهدفها. الذات التي تفكر بضمير المتكلم، وتحقق في نظرنا شرطا من شروط حضور الفلسفة، لا تبحث عن حقيقة ما عبر التنقيب في جمل الغير، بل إنها تشكل بذاتها جملها وقضاياها”.
وأضاف في تدوينات نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “من الضروري التفكير في إنشاء فلسفة جديدة، ملائمة للوقت. وقولي هذا بهدف تشجيع الأجيال المقبلة على ممارسة الفلسفة بمعناها الحقيقي في مؤسساتنا لكي نخرج بالتالي أشخاصا قادرين على ممارسة هذه المادة وقادرين على فهم مذاهبها وممارسة التفلسف المنطلق من الشخص نفسه، أي أننا ندعو إلى الفهم والنقد ونقصد هنا الفهم الحقيقي لا مجرد التأثر بالمذاهب والتبعية لها دون ممارسة النقد، والنقد هو الطريق الحقيقي لبداية الفلسفة والتجديد فيها. والواقع أننا لا يمكن أن ننكر أن من بين أساتذة الفلسفة من فعلوا نسبيا ذلك إذ لاحظنا عندهم بداية لنشأة التفكير الفلسفي”.