تواصل القتال أمس في عدة محاور جنوب وجنوب شرق ليبيا بين وحدات الجيش التابع للمشير خليفة حفتر والكتائب التابعة للمجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني.
واتسمت هذه الاشتباكات باستخدام المدفعية الثقيلة والمدفعية الصاروخية والطائرات الحربية من قبل طرفي النزاع، حيث هاجمت طائرة حربية تابعة للمجلس الرئاسي قاعدة الوطنية الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني (حفتر) منذ مدة طويلة، والواقعة على بعد 170 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، كما قصفت طائرة تابعة لقوات حفتر مطار معيتيقة، الواقع شمال شرق طرابلس.
وكان هذا المطار قاعدة عسكرية أمريكية يطلق عليها اسم ويلس، وكانت توصف في وقت من الأوقات بأنهاأكبر قاعدة أمريكية خارج الولايات المتحدة، وبعد وصول القذافي إلى السلطة عام 1969، ألغيت الاتفاقات مع واشنطن وانسحبت الولايات المتحدة منها، وتحولت إلى قاعدة جوية تابعة للجيش الليبي.
واستخدم قسم من القاعدة الجوية التي أطلق عليها اسم “معيتيقة” في السنوات الأخيرة ما قبل سقوط نظام القذافي كمطار مدني إضافي، فيما ظل قسم آخر بمثابة قاعدة عسكرية.
وبعد تدمير وإحراق منشآت مطار طرابلس العالمي الواقع جنوب العاصمة في منطقة بن غشير عام 2014، أصبح مطار معيتيقة المنفذ الجوي الوحيد للمدينة.
وفي شأن الغارات الجوية المتبادلة بين طرفي النزاع حول طرابلس، ترجح أغلب التقارير أن طائرات الرئاسي التي نفذت عدة غارات على مواقع الجيش الوطني في ضواحي العاصمة واستهدفت مرتين على الأقل قاعدة الوطنية الجوية، انطلقت من قاعدة الكلية الجوية في مدينة مصراتة.
أما الاشتباكات التي تواصلت وخاصة في محور قصر بن غشير – عين زارة، فأخذت شكل معارك كر وفر، حيث تبادل الطرفان أكثر من مرة السيطرة على مطار طرابلس العالمي الواقع جنوب العاصمة في منطقة قصر بن غشير، والأرجح، وفق الأنباء الشحيحة الواردة، أن التشكيلات العسكرية التابعة للرئاسي استردته أمس.
علاوة على ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجانبين حول معسكر اليرموك الواقع ضمن منطقة قصر بن غشير، وفي أطراف خلة الفرجان القريبة من معسكر اليرموك.
وأفادت الأنباء أيضا بوقوع اشتباكات وصفت بالعنيفة بين قوات الطرفين في منطقة الطويشة وحول مدينة العزيزية الاستراتيجية إلى الجنوب من العاصمة، في حين تؤكد الأنباء أن الجانبين يواصلان تعزيز قواتهما في محاور القتال بأرتال كبيرة من الآليات والعربات المدرعة، استعدادا لجولات جديدة من القتال.
ومن جانب آخر، تعاني مدينة طرابلس من أزمة في إمدادات الوقود بدأت تظهر آثارها، كما سجلت موجة من النزوح من ضواحي العاصمة الجنوبية حيث يتركز القتال، كما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي نداءات من عالقين في مناطق القتال يدعون فيها إلى مساعدتهم وتأمين ممرات آمنة لهم لمغادرة المناطق الخطرة.