الفاعلون الثقافيون في الفلوجة يحلمون بأن يكون شارع المدينة الثقافي محاكاة لشارع المتنبي ببغداد (الجزيرة) |
واجهة المدينة الثقافية
يسعى جميع المشاركين في هذه الفعالية الثقافية إلى إيصال رسالة مفادها أن الفلوجة عادت إلى الحياة من جديد ونفضت غبار الخراب والدمار، من خلال عرض النتاجات الثقافية الفنية للخطاطين والرسامين وكتاب المسرحية والصناعات اليدوية، فضلا عن مشاركة عدد من مكتبات المدينة بعرض الإصدارات الجديدة لأهم الكتب العربية والمحلية.
ويقول أمين العبدلي ناشط ومؤرخ من أهالي مدينة الفلوجة، “شاهدت مئات الكتب بعناوين مختلفة وعشرات اللوحات لرسامين وفنانين من أبناء مدينة الفلوجة، إضافة إلى مشاركة عدد من الخطاطين والمصممين الذين عرضوا أعمالهم على أرصفة الشارع بطريقة قد لا تكون ضمن مستوى الطموح، إلا أنها فعاليات ثقافية أبهرتنا ورسمت مظاهر البهجة والفرحة في عموم المدينة”.
المشاركون في فعاليات الشارع الثقافي، ثمنوا الجهود المبذولة لإعادة الحياة الثقافية، وعبروا عن فرحتهم بهذه المبادرة التي اتضحت من خلال حجم الحضور والتفاعل مع نشاطات الشارع الثقافي في أول أيامه، بيد أنهم يخشون أن تندثر مثل سابقاتها من الفعاليات الثقافية.
عامر الجميلي الذي وجد ضالته أخيرا استطاع أن يعرض بعض المقتنيات من الأعمال اليدوية والكتب العربية والأجنبية، وأكد أن “التحدي الحقيقي هو ليس افتتاح شارع ثقافي، بل العمل على استمراره ودعمه بالنتاجات الثقافية والفنية، التي من الممكن أن تستقطب الفنانين والمثقفين والمبدعين من كل المحافظات العراقية”.
من جانبه، أكد عيسى الساير قائمقام الفلوجة أثناء افتتاحه لشارع الفلوجة الثقافي، أن “الإدارة المحلية وضعت الخطط الأمنية والإدارية التي ستعمل على ديمومة الشارع الثقافي وتطويره، بالتعاون مع أهالي المدينة من مثقفين وناشطين، ليكون واجهة مشرفة تليق بمدينة الفلوجة ومثقفيها”.
وتشهد المدينة العراقية الواقعة ضمن محافظة الأنبار شرقي الرمادي، محاولات لبث الروح في العديد من مؤسساتها الثقافية مؤخرا.
وكانت الفلوجة مسرحا لمعارك دامية بين المقاومة العراقية والجيش الأميركي (2003-2004)، ثم اندلعت فيها حرب ضروس بين القوات الحكومية ومليشيات الحشد الشعبي من جهة وبين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، آخر فصولها الحملة العسكرية على الفلوجة في مايو/أيار 2016.